المسلمون في ألبانيا يعيشون في جميع أنحائها ولا يتركزون في أماكن بعينها وتتميز الحياة الدينية فيها بالتعايش والسماحة بين الجميع ولا توجد أية مشاكل في التعاملات بين المسلمين والنصارى. يستقبل مسلمو ألبانيا شهر رمضان الكريم بشوق كبير فهو شهر العبادة.. والفرص العظيمة .. كما أنه باب كبير لمعرفة الناس برب العالمين.. وعادة ما تقوم المشيخة الإسلامية الألبانية بتنظيم الكثير من الأنشطة الهادفة كتنظيم الندوات وتوزيع الكتب والمطويات وإقامة موائد الإفطار الجماعية في سائر مدن ألبانيا وفي كل المراكز الإسلامية، بل وحتى في السجون. أهم ما يميز رمضان ألبانيا هو سمة (التجمعات الإسلامية) سواء في الإفطار أوفي أداء العبادات، الإفطار الجماعي مظهر متعارف عليه في جميع المساجد والمراكز، بل وفي البيوت أيضا مع الأقارب، وهناك أيضا في رمضان عادة منتشرة وهي عقد دورات تحفيظ القرآن الكريم خلال هذا الشهر، حيث يتسابق الشباب والفتيات فيما بينهم في حفظ كتاب الله. كما تقوم مجموعات من الأخوات بتنظيم أنشطة علمية وثقافية تهدف إلى التوعية بالشهر الكريم وما يتعلق به من عبادات وسنن ثابتة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما تهدف إلى التوعية أيضا بأهمية دور المرأة المسلمة في المجتمع. تقيم جمعية المرأة والاستثمار الأسري بألبانيا محاضرات يومية حول التربية وتزكية النفوس، بالإضافة للمسابقات الرامية إلى تعريف عامة الناس بمحاسن وأخلاق الإسلام، ويتخللها أنشطة وبرامج للأطفال. في الإذاعة برامج يومية سواء مسجلة أومباشرة مثل برنامج «الطريق إلى الله»، وبرامج تتعلق بسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى نشرات الأخبار، والأفلام الوثائقية، فلدى المسلمين محطتين إذاعيتين تغطيان أحوال المسلمين في العموم، بما في ذلك القضايا التي تخصّ النساء. أما الأطفال فالأسر الألبانية تخصّهم باهتمام خاص وكبير لغرس حب الصيام في نفوسهم بإيقاظ كل أفراد الأسرة في السحور. وقد ورثنا عن أجدادنا تدريب الأطفال الصغار على الصيام ولو لجزء يسير من النهار. تقيم رابطة أئمة ألبانيا أكبر مسابقة خلال الشهر الكريم بعنوان «ربي زدني علمًا».. وتوزع 40 جائزة منها رحلات عمرة، وسيارة، وغيرها. في ألبانيا يعرف الجميع بسماحة الإسلام وعدله لدرجة أن كثيرا من نصارى ألبانيا يشاركون المسلمين صوم اليوم السابق لليلة القدر، ثم يتناولون طعامهم بعد الغروب، ثم يحضرون قيام الليل فيها ليشهدوا الدعاء ويشعروا بلذة المناجاة في تلك الليلة. من العادات الحميدة عند الألبان أنهم لا يسهرون في رمضان، وهم يأوون إلى مضاجعهم مبكرين، ويستيقظون لتناول وجبة السحور، عونًا لهم على صيام يومهم. شخصية ( المسحراتي ) موجودة في تلك الديار، ولعلها منقولة عن طريق الأتراك إليها؛ حيث يمر رجل يحمل ( طبلة ) يوقظ الناس بها، مرددًا بعض الأدعية والابتهالات الدينية. ومع نهاية الشهر يعطيه السكان ما تجود به أيديهم من المال أوالعطايا، ومن العادات المحمودة عند الألبان في رمضان ازدياد الألفة والمودة بين الناس، حتى بين المسلمين والنصارى؛ فتقل الخصومات. صلاة التراويح عند مسلمي ألبانيا لها مزية خاصة، إذ تلقى إقبالاً غير معتاد، وتصلى عادة في المساجد إن تيسر ذلك، وإلا تصلى في بيوت أحد الناس، وتصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، وتصلى في بعض المساجد ثمان ركعات فقط،ويحرص الكثير من النساء المسلمات في ألبانيا على حضور وأدائها ويختم القرآن في بعض المساجد أثناء صلاة التراويح، وبعد الفراغ من صلاة التراويح يكون دعاء جامع يتولاه إمام الصلاة، أوأحد الصالحين، ويؤمِّم الجميع من ورائه.