توجد الشخصيات الأممية المكلفة بالتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية هذه الأيام بغزة برئاسة المدعى العام ريتشارد غولدستون الذي اشتغل في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا ورواندا.. وكريستين شينكين الخبيرة في القانون الدولي وهنيا جيلاني القاضية في المحكمة العليا الباكستانية وديزموند ترافيوز ضابط متقاعد. ولأول وهلة تبدو مهمة هذه البعثة الأممية صعبة انطلاقا من ملاحظة إجرائية هامة تتعلق بالتسمية (بعثة) بدلا من (لجنة تحقيق) وهذا ما سيؤدي إلى القول بأن التقرير الذي يستغرق شهرا لإعداده قصد رفعه إلى مستويات أخرى تكون حيثياته غير ملزمة للآخر مادام أبدى رفضه التام في التعامل مع هذه الشخصيات الأممية. ونقصد هنا إسرائيل.. التي سارع مسؤولو جيشها ''تسهال'' إلى إخفاء كل أسماء الضباط الذين أحدثوا كل هذه الجرائم الحربية التي أسفرت عن سقوط 1400 شهيد وتدمير البنية التحتية لغزة... فكيف سيتعامل المدعي العام السيد غولدستون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتحدي للمجموعة الدولية. وستستند البعثة في جمع معلوماتها على المنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني، ووكالات الأممالمتحدة، وشهود وجرحى... أي كل شخص بحوزته معطيات تساعد البعثة على صياغة تقريرها في ظرف شهر على الأقل. لذلك، فإن التقرير سيخرج بتوصيات عبارة عن تشخيص عملي وملموس لجرائم الحرب الإسرائيلية المصنفة في المقام الأول ضمن هذه الخانة، إلا أن أطرافا أخرى تطالب بتوسيع دائرة الإتهام إلى جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية، حتى يتم إضفاء الطابع الشامل والواضح على ما اقترفته إسرائيل في غزة. وأركان هذه الجرائم متوفرة في غزة.. لذلك، فإن البعثة الأممية لا تكتفي بالتقاط الشهادات فقط وإصدارها في ''كتاب أبيض'' كما اعتادت على ذلك.. وإنما عليها التعمق في الأمر أكثر فأكثر والذهاب بعيدا في تحرياتها وهذا من خلال إسقاط ''الحصانة'' التي استفاد منها ضباط الجيش الإسرائيلي في المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية، هذا التكييف يعود إلى هؤلاء الشخصيات بحكم أنهم عملوا في مواقع كانت مسرحا لكل هذه الأشكال من الجرائم. نقول هذا من باب التأكيد على ذلك العمل الواجب أن يبنى على ركائز أساسية تسمح بمتابعة صارمة لكل الذين قتلوا على المباشر أهل غزة باستعمال الأسلحة الفتاكة ومادة الفوسفور، وكل ماهو محرّم دوليا، على البعثة أن تنطلق من مرجعية هذه الحقائق التي شاهدها الجميع عبر تلفزيونات العالم.. وهي وحدها كفيلة بإدانة إسرائيل وضباطها.. وفي مقابل ذلك، إزالة تلك النزعة المجاملتية على إسرائيل على أنها تقتل من تشاء وبالعدد الذي تريده، وحتى لا يكون تقرير غولدستون مصيره رفوف إدارات الأممالمتحدة وكأن شيئا لم يكن..؟ جمال أوكيلي إحباط محاولة هجرة غير شرعية بميناء بجاية تم نهاية الأسبوع الماضي، إحباط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة شبان بميناء بجاية لما كانوا بصدد التسلل إلى باخرة ''الجزائر'' المتوجهة إلى ميناء جينوا الإيطالي، وحسب معلوماتنا، فإن هذه المجموعة التي دخلت إلى الميناء، تم التفطن لأمرها من قبل عمال المؤسسة الوطنية لصيانة البواخر الذين شاهدوهم محاولين التسلل إلى داخل الباخرة، وقاموا بإخبار مصالح الشرطة الذين ألقوا القبض عليهم ووضعوهم رهن الحبس الاحتياطي في انتظار تقديمهم إلى مصالح العدالة. للتذكير، فإن هذه المحاولة الثانية للهجرة غير الشرعية عبر ميناء بجاية التي تم إحباطها بعد الأولى المسجلة السنة الماضية لخمسة شبان القادمين من الجزائر العاصمة