قال ريتشارد غولدستون رئيس لجنة التحقيق الأممية في المذبحة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة شهري ديسمبر وجانفي الماضيين أن فريقه سينتقل إلى غزة للاستماع إلى شهود العيان الذين عايشوا تلك المجازر وبشاعتها والاطلاع على حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية هناك. وتعد هذه أول سابقة في طريقة عمل لجنة حقوق الإنسان الأممية يتم من خلالها الاستماع إلى شهود عيان بصفة علنية حول حقائق اقتراف جريمة ضد الإنسانية وجرائم حرب أقدم عليها جيش نظامي ضد أبرياء من الرضع والأطفال والنساء والمقعدين. وقال ريتشارد غولدستون الذي سبق أن قاد تحقيقات مماثلة في جرائم ضد الإنسانية اقترفت في رواندا ويوغسلافيا السابقة أن فريق التحقيق سيتوجه إلى قطاع غزة عبر معبر رفح على اعتبار أنه المنفذ البري الوحيد الذي يمكن من الوصول إلى قطاع غزة والتحدث مع سكانه. وقال غولدستون أن فريق التحقيق لم يحصل إلى حد الآن على أي رد رسمي من الحكومة الإسرائيلية للسماح له بالتوجه إلى قطاع غزة انطلاقا من الأراضي الإسرائيلية بسبب الحصار الإجرامي المفروض على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ قرابة العامين. وينتظر أن يحل فريق التحقيق الأممي في جرائم إسرائيل ضد سكان قطاع غزة بداية جوان القادم ليمكث هناك شهرا كاملا على أن يكشف عن حيثيات تحقيقاته أمام مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف بداية شهر أوت. وأكد غولدستون أن المهمة ستركز بشكل لافت على الاستماع لشهادات علنية لسكان القطاع وأيضا في دول المنطقة وجنيف حيث ينتظر الاستماع إلى شهود آخرين حول فظاعة ما اقترفته القوات الإسرائيلية في أبشع عملية تدمير ممنهجة يقوم بها جيش نظامي ضد سكان أرض محاصرة ودون أية وسيلة للدفاع عن النفس. يذكر أن لجنة التحقيق التي يقودها المدعي العام الأممي السابق في جرائم الحرب في رواندا ويوغسلافيا تضم أيضا البريطانية كريستين شينكن المختصة في القانون الدولي وهناء جيلاني القاضية بالمحكمة العليا الباكستانية والخبيرة السابقة في الأممالمتحدة لحقوق الإنسان والعقيد الايرلندي المتقاعد ديسموند ترافير.