أكدت وزارة الدفاع الروسية، مساء أول أمس، أنها ستدرس «بعناية» مقترحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بشأن تنفيذ العملية الإنسانية في حلب. وشدد نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف في بيان اوردته قناة (روسيا اليوم) الاخبارية على أهمية دور منظمة الأممالمتحدة في تقديم مساعدة إنسانية لأهالي حلب، لافتا إلى أن وزارة الدفاع ترحب بالتوجه الإيجابي لمقترحات مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول تنفيذ العملية الإنسانية الروسية في حلب. وقال أنطونوف على أن وزارة الدفاع مستعدة للتعاون الوثيق والبناء مع كافة المنظمات الإنسانية الدولية، ومع مكتب مبعوث الأممالمتحدة الى سوريا أيضا، بالطبع. وأوضح أنطونوف أن الممرات الإنسانية في حلب ستفتح بالاتجاهين، من وإلى حلب، مؤكدا في الوقت ذاته «أننا لن نسمح باستخدام هذه الممرات من قبل المسلحين للتسلل إلى المدينة، ودعم الارهابيين بالسلاح والذخيرة». يذكر أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، أعلن الخميس أن الجيش الروسي سيبدأ مع الحكومة السورية، بعملية إنسانية واسعة في حلب، مشيرا إلى أن 3 ممرات إنسانية ستفتح للمدنيين، وممر آخر للمسلحين الراغبين بتسليم أسلحتهم. ودعا شويجو،المنظمات الدولية للمشاركة في العملية الإنسانية التي يقوم بها الجانبان الروسي والسوري في حلب السورية وضواحيها. كيري: خطة روسيا في حلب قد تكون خدعة قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن بلاده تسعى للتحقق من مدى صدق خطة أعلنتها روسيا لبدء عملية إنسانية في سوريا مشيرا إلى أنه إذا اتضح أنها «خدعة» فقد تعصف بالتعاون بين موسكووواشنطن. أبدت الولاياتالمتحدة الجمعة تشكيكا كبيرا في الممرات الإنسانية التي أعلن النظام السوري فتحها في مدينة حلب ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري إلى حد التخوف من أن تكون هناك «خدعة» روسية وراءها وفي حلب ربع مليون شخص محاصرين منذ أسابيع داخل مناطق سيطرة المعارضة من المدينة وهؤلاء لم يقتربوا حتى الآن من «ممرات آمنة» وعدت موسكو ودمشق بتوفيرها لمن يحاولون الفرار من أهم معاقل المعارضة في البلاد ويوم الخميس أعلنت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وحليفتها روسيا عملية إنسانية مشتركة للمنطقة المحاصرة وأسقطت فيها منشورات تطالب المقاتلين بالاستسلام والمدنيين بالمغادرة. وعبرت الأممالمتحدة عن شكوك بشأن الخطة فيما اعتبرها مسؤولون أمريكيون محاولة لتفريغ المدينة من سكانها ليتسنى للجيش السيطرة عليها. ووصفت المعارضة السورية الخطة بأنها تغيير للتركيبة السكانية وتهجير قسري يرقى لجريمة حرب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز إن الولاياتالمتحدة «قلقة للغاية بشأن الوضع في حلب، وأضاف «نحن نبحث في ما أعلنته روسيا بشأن الممرات الإنسانية ولكن بالنظر إلى حصيلتها فنحن بالحد الأدنى متشككون»، مشيرا إلى أن فتح الطرقات في حلب يجب أن «يتيح للمدنيين السوريين أن يحصلوا، حيث هم، على مساعدة إنسانية وأن يجروا تبادلات تجارية من دون أي عائق من جهته أعرب كيري عن «قلقه العميق من التعريف» المعطى من جانب موسكو لهذه الممرات وأضاف «لقد تحادثت مع موسكو مرتين خلال الساعات ال24 الماضية. لقد التقيت وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» منذ ثلاثة أيام في لاوس (...) إذا كانت هذه خدعة فهناك خطر بأن تنسف بالكامل مستوى التعاون» القائم بين واشنطنوموسكو». وبعد أسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في إلقاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع للمعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدن سوريا. وفتح المعابر الذي أعلنته روسيا قدم باعتباره لهدف «إنساني» وهو ما تشك فيه المعارضة ومحللون. وحلب مقسمة منذ 2012 بين أحياء تحت سلطة النظام في الغرب وأحياء خاضعة للمعارضة المسلحة في الشرق نقطة تحول ربما يصبح مصير حلب خلال الأسابيع المقبلة نقطة تحول في الحرب في سوريا التي تبدو بلا نهاية في الأفق والتي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت الملايين. وحققت القوات الموالية للحكومة السورية مدعومة من روسيا تقدما خلال الشهور الثلاثة الماضية منذ انهيار وقف إطلاق النار وتحاصر مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في حلب منذ أوائل هذا الشهر حين سيطرت على الطريق الرئيسي المؤدي للمدينة. وتقول الأممالمتحدة إن المواد الغذائية ستنفد خلال أسابيع من المناطق المحاصرة في حلب وحاولت التفاوض لوقف القتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.