دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة كل من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا أطراف الصراع في سوريا إلى احترام اتفاق وقف العمليات العدائية وتفعيل مسار المفاوضات. وبينما اعتبرت باريس انتهاك النظام السوري للهدنة ضربة لعملية السلام، اتفق وزيرا الخارجية الأميركي والروسي على ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار. وقال بيان للبيت الأبيض إن القادة الخمسة بعد اجتماعهم في هانوفر بألمانيا الاثنين، دعوا جميع الأطراف إلى احترام وقف العمليات القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين لإنجاح مفاوضات جنيف للانتقال السياسي. وأضاف البيان أن الرئيس الأميركي والقادة الأوروبيين طالبوا كل من لديه نفوذ على الأطراف المتحاربة بالضغط عليها لوقف كل ما من شأنه تعريض اتفاق الهدنة للخطر أو تقويض العملية السياسية. إدانة فرنسية في سياق متصل أدانت الخارجية الفرنسية الاثنين هجمات النظام السوري التي زادت وتيرتها مؤخرا على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة وخاصة في مدينة حلب، واعتبرت أن النظام في دمشق يصر على موقفه في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وأشار بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إلى أن "انتهاك النظام لاتفاق وقفالأعمال العدائية وللقانون الإنساني الدولي، يشكل ضربة لعملية السلام ومسيرة الانتقال السياسي في سوريا". وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية قررت الاثنين الماضي تأجيل مشاركتها في مفاوضات جنيف، بسبب "عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي". كيري ولافروف في غضون ذلك بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري الأزمة السوريةفي اتصال هاتفي. وقال بيان صادر عن الخارجية الروسية الاثنين، إن الوزيرين أكدا على ضرورة "تعزيز اتفاقية وقف الأعمال العدائية" في سوريا، والتي توصل إليها الطرفان يوم 22 فيفري الماضي، وحازت على تأييد مجلس الأمن الدولي. وأوضح البيان أن لافروف وكيري بحثا قضية إيصال المساعدات الإنسانية، وعملية الحوار السياسي الهادفة إلى حل الأزمة السورية. وأضاف أن "لافروف ذكّر كيري بوعود واشنطن لموسكو حيال إفراغ مناطق انتشار عناصر تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة من مقاتلي فصائل المعارضة السورية المسلحة وقطع طرق الإمداد عن المتطرفين في سوريا". من ناحية أخرى، أعلن وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف أنه قدم تعديلات على ورقة قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفاندي ميستورا للانتقال السياسي، بينما قلل كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة محمد علوش من قيمة المفاوضات التي يجريها دي ميستورا بوجود ما وصفها بالمعارضة "المصطنعة". وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري في تصريح صحفي مقتضب بعد اجتماعين مع دي ميستورا في جنيف اليوم الاثنين، إن وفده قدم تعديلات على ورقة المبعوث الأممي باعتبارها "جزءا لا يتجزأ من الورقة". ووصف سفير النظام لدى الأممالمتحدة المفاوضات مع دي ميستورا بأنها ثرية، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على اللقاء مجددا ظهر غد الثلاثاء دون أن يوضح ماهية التعديلات التي أجراها على ورقة دي ميستورا. ويجري دي ميستورا مفاوضات مع وفد النظام السوري وما تسمى معارضة الداخل بعد تعليق الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية مشاركتها في مفاوضات جنيف الأسبوع الماضي، ردا على استمرار النظام في خرق الهدنة الهشة، وتصعيده القصف وعدم استجابته لمطالب فك الحصار على المناطق المحاصرة، ورفضه بحث تشكيل هيئة حكم انتقالي دون رئيس النظام بشار الأسد وأركان حكمه.