“الجيدو الجزائري ينقصه متابعة مستمرة لتحقيق الأفضل في المستقبل” وصف رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو مسعود ماتي النتائج المحققة في الألعاب الأولمبية التي جرت وقائعها بريودي جانيرو بالإيجابية، خلال حوار خص به “الشعب”، بالنظر إلى أنها كانت أفضل من الطبعة الماضية من ناحية عدد المشاركين، إضافة إلى وصول أغلبهم إلى الدور الثاني عكس ما كان عليه الحال بلندن عندما خرج الجميع من الدور الأول، كما أرجع إخفاق المصارعين الجزائريين في الصعود لمنصة التتويج إلى قوة المنافسة في ظل المستوى العالي، كما قيم المشاركة الجزائرية بصفة عامة. «الشعب”: كيف تقيّم نتائج الجيدو الجزائري خلال أولمبياد ريو دي جانيرو؟ “ماتي”: النتائج المحققة خلال الألعاب الأولمبية مرضية جدا من كل النواحي حيث تمكن المصارعين من بلوغ الدور الثاني ولكن للأسف القرعة لم تنصفهم حيث التقوا مع أبطال عالميين وبالنظر إلى المستوى العالي للمنافسة منع عناصر الفريق الوطني من الاستمرار و تحقيق ميدالية أولمبية في موعد ريو دي جانيرو. هل تعتبر المشاركة إيجابية من دون العودة بميدالية أولمبية على الأقل؟ بالطبع المشاركة إيجابية بالنظر إلى التحسن الكبير الملحوظ من ناحية عدد المشاركين حيث وصل عددهم 5 عناصر في هذه السنة، وهم من أفضل المصارعين في الجزائر، إضافة إلى وصول 3 منهم إلى الدور الثاني وكاد بويعقوب من الذهاب بعيدا لولا التحكيم والإنذار الذي تحصل عليه أمام بطل عالمي ولهذا أعتقد أن المشاركة كانت إيجابية ويبقى علينا مواصلة العمل من أجل تحقيق الأفضل في المواعيد القادمة من خلال رفع المستوى المحلي حتى يكون في المصاف العالمي، خاصة أننا كنا نعلق آمالا كبيرة على المشاركين من أجل تشريف الجيدو الجزائري خاصة طيب محمد أمين، لكن تبقى هناك بعض النقائص، إضافة إلى القرعة التي أعتبرها مهمة والتي أوقعتنا ضد منافسين أقوياء. ما هي الأمور التي منعتنا من الوصول إلى المستوى العالمي؟ نحن لم نصل أبدا إلى المستوى العالمي والنقاط التي تنقصنا هي غياب برنامج دائم يسمح للرياضيين بالعمل بصفة منتظمة، مثلما هو عليه الحال مع نظرائهم الذين وصلوا إلى العالمية، ولهذا علينا أن نسطر برنامجا تحضيريا قويا، وعلى مدار السنة حتى يتمكن المصارعين الجزائريين من رفع مستواهم في المستقبل إضافة إلى المشاركة المستمرة في التظاهرات الدولية التي تسمح لهم بالاحتكاك مع ذوي الخبرة والتجربة حتى يرتفع المستوى المحلي للجيدو الجزائري لكي نستطيع التحدث عن تحقيق ميداليات أولمبية. نفهم من كلامك أن التحضيرات التي سبقت موعد ريو دي جانيرو لم تكن في المستوى، أليس كذلك؟ ليس بهذا المفهوم أبدا، لأن المصارعين حضّروا جيدا لموعد ريو دي جانيرو ووفرنا لهم كل الظروف المناسبة، مثلما أرادوا بما أنهم اختاروا مكان التدريبات والفترة التي تساعدهم ولكن المستوى المحلي يبقى ضعيفا بالمقارنة مع المستوى العالمي ولكن بالعمل نصل بحول الله إلى هدفنا وهو جعل الجيدو الجزائري ينافس على الميداليات الأولمبية في الطبعات القادمة. هذا يعني أنكم بدأتم تفكرون في الألعاب الأولمبية 2020؟ بالطبع من هنا بدأت التحضيرات الخاصة بالألعاب الأولمبية لسنة 2020 من أجل تحقيق نتائج إيجابية وهذا أمر منطقي حتى تكون المشاركة الجزائرية أفضل بكثير من ريو دي جانيرو لكسب ميداليات بعدما تمكن المصارعين من الوصول إلى الدور الثاني رغم غياب الخبرة عند البعض ولهذا من الضروري مواصلة بصفة أكبر حتى نصل إلى الهدف في موعد طوكيو، بداية من الخلاصة التي خرجنا بها من موعد البرازيل. ما هي النقاط التي خرجتم بها من أولمبياد ريو دي جانيرو؟ الخلاصة التي خرجنا بها من أولمبياد ريودي جانيرو تتمثل في ضرورة مواصلة العمل في المستوى العالي، وفقا لبرنامج منتظم حتى يتمكن المصارعون من الحفاظ على المستوى الذي وصلوا إليه في هذه السنة والعمل على التواجد في المستوى العالي من خلال الاحتكاك مع أبطال عالميين، إضافة إلى الاجتهاد على مستوى الأندية التي يتواجدون بها من أجل أن يتحسن مردودهم أكثر قبل الالتحاق بالمنتخب الوطني الذي يعد مكملا للعمل الذي بدؤوا فيه في البطولة، لأن الاتحادية لوحدها لن تتمكن من رفع المستوى من دون تكاثف الجهود لتحسين نتائج الجيدو الجزائري في المواعيد القادمة. هل أنت تحمّل المصارعين مسؤولية الإخفاق؟ لا أنا لا أحمّل المصارعين مسؤولية الإخفاق في تحقيق ميدالية أولمبية في ريو لأن المستوى الأولمبي عال ٍ جدا و المسؤولية يتحملها الجميع وعلينا أن نواصل العمل حتى نصل إلى المستوى العالمي، لأننا لسنا بعيدا كثيرا عن ذلك حيث تنقصنا الجدية و العمل المستمر لكسب الخبرة التي تسمح لهم بمجابهة المصارعين العالميين والأولمبيين. أين هو الجيدو عند السيدات في الجزائر؟ الجيدو لدى السيدات غائب لعدة أسباب أبرزها غياب مصارعات في المستوى وعدم وجود عمل مستمر لدى الأندية وهذا ما يعني أن الأمور بعيدة للعودة إلى المشاركة الأولمبية حيث لم يبرهنوا على الصعيد المحلي ولهذا علينا أن نعيد الأمور في الجزائر، ثم نفكر في المشاركات الخارجية من خلال الإجراءات التي سنتخذها لتجاوز هذا المشكل، بداية من العمل على مستوى الفرق، لأنهم أساس النجاح من خلال التكوين والاتحادية تسير فقط. كيف تقارن بين أولمبياد لندن و ريودي جانيرو؟ الأمور تحسنت كثيرا بدليل أننا شاركنا ب 5 مصارعين في ريودي جانيرو وصل منهم 3 إلى الدور الثاني بينما كانت المشاركة في لندن بمصارعين فقط وخرجا من الدور الأول وهذا دليل على وجود عمل في الاتحادية و علينا المواصلة لتتحسن النتائج أكثر في المواعيد القادمة ومن هذا المنطلق سبق لي القول أننا بدأنا في التحضير لأولمبياد 2020 حتى نكون في الموعد بعدما استخلصنا الدروس من السابق. ما رأيك في المشاركة الجزائرية بصفة عامة؟ المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية كانت إيجابية بالنظر إلى عدة مؤشرات حيث شاركنا بعدد كبير من الرياضيين، وهذه المرة الأولى التي يصل فيها العدد لهذه النسبة، مثلوا الجزائر في 13 اختصاص، وهذا أمر إيجابي جدا ويبقى فقط مواصلة العمل مع هؤلاء الشباب، لأنهم صغار في السن وبذلوا مجهودا كبيرا لتشريف الألوان الوطنية و بالمتابعة والعمل الجاد سيتمكنون من تحقيق الأفضل في الطبعات القادمة من خلال تشجيعهم و توفير ظروف التحضيرات. ماذا عن ظروف الإقامة في البرازيل؟ الظروف كانت جيدة لأن الوفد الجزائري كان يقيم في القرية الأولمبية وتواجد رفقة كل الوفود الأخرى التي شاركت في هذا الموعد الأولمبي و لا توجد أي أمور خارجة عن الجانب الرياضي.