باشرت الاتحادية الجزائرية لكرة اليد البحث عن مدرب جديد يقود المنتخب الوطني الأول رجال في الفترة القادمة، من أجل الاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة، في مقدمتها المنافسة القارية، بهدف استعادة المكانة على الصعيد الإفريقي والعودة للمشاركة في بطولة العالم التي سنغيب عنها مطلع السنة القادمة بفرنسا. يأتي ذلك بعد استقالة المدرب الوطني صالح بوشكريو من منصبه على رأس العارضة الفنية للفريق الأول حيث فسخ عقده مع الاتحادية الذي يمتد إلى غاية 2017 بعدما تولى المهام في ظرف صعب كان يمر به المنتخب عكسته النتائج الكارثية التي حققها في بطولة العالم بقطر، وعدم تمكن المجموعة بعدها من التواجد في المراكز الثلاثة الأولى المؤهلة لبطولة العالم التي ستجري، مطلع السنة القادمة، بفرنسا. إضافة إلى أنه كان يشرف على رأس الفريق لأقل من 21 سنة المقبل على المشاركة في البطولة الإفريقية لهذا الصنف في سبتمبر الداخل بمالي. وهذا ما جعل القائمين على اتحادية الكرة الصغيرة في الجزائر، في حالة طوارئ بحثا عن مدرب أجبني يملك الخبرة الكافية من أجل قيادة المنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة وضمان إعادة الاستقرار للمجموعة من جديد في ظل المعطيات الموجودة والتي، من دون شك، ستفرض ضغطا كبيرا على خليفة بوشكريو، بعدما رفض الأخير مواصلة مهامه بسبب عدم توفر الظروف الملائمة للعمل وغياب تربصات في المستوى وعدة أمور أخرى لها علاقة مباشرة مع رحيل المدرب الأول في هذه الفترة. الأمور ستتعقد أكثر في حال طال الزمن، لأنه سيؤثر على مستوى الفريق من دون شك. ولهذا على المسؤولين الإسراع في حل المشكل وتفادي عودة كرة اليد إلى النفق المظلم الذي لطالما عانت منه في السنوات الأخيرة، بسبب سوء التسيير والاهتمام بالمصالح الشخصية فقط، ما يعني دق ناقوس الخطر في حال لم تجد الاتحادية خليفة بوشكريو في الأسابيع القليلة القادمة لتسطير برنامج تحضيري وبرمجة بعض اللقاءات الودية مع منتخبات لها مستوى في كرة اليد حتى نكون في الموعد خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة لاستعادة اللقب المحقق في 2014. كربوش: يحب اتخاذ إجراءات مناسبة للحيلولة دون وقوع أزمة بهذا الصدد أكد الحارس الدولي السابق سمير كربوش ل “الشعب”، أن هذا الوضع الذي تتواجد فيه كرة اليد الجزائرية ليس جديدا واللاعبون هم من يدفعون الثمن في النهاية، قوله: “بوشكريو عمل كل جهده من أجل تصحيح الأمور بعد النتائج السلبية التي طالت الفريق بداية من بطولة العالم، لكن الظروف التي كانت محيطة بالفريق لم تسمح له بالاستمرار، لهذا فإنني أعتقد أنه اتخذ القرار الصائب بفسح المجال لمدرب آخر بإمكانه التحكم في الوضع أكثر في الفترة القادمة التي ستكون صعبة”. وواصل محدثنا قائلا في ذات السياق، “لا نستطيع أن ننتقد قرار بوشكريو، لأنه انسحب من الفريق بما أن ذلك يخدم الجميع وعلى المسؤولين إعادة النظر في الوضع وتصحيح الأمور في الوقت المناسب للخروج من المشاكل التي تعودنا عليها في السنوات الأخيرة والتي ترجع إلى عدم قيام بعض المسؤولين بمهامهم كما يجب وهذا ما انعكس على الفريق الوطني بصفة مباشرة. لهذا نتمنى أن يعود الاستقرار، خاصة في الفترة الحالية، التي تعرف تجديدا شبه كلي للمجموعة، من خلال رحيل بعض الكوادر والاعتماد على الوجوه الشابة، لأننا لا نريدها أن تكون ضحية هي الأخرى مثلما حدث معنا في السابق”. وأضاف كربوش قائلا: “اللاعبون هم من يدفعون الثمن في كل مرة بسبب غياب قانون يحمي حقوقهم، لهذا يجب أن تكون هناك بعض التعديلات في بعض النقاط التي لها علاقة مباشرة مع اللاعبين حتى لا تتكرر المشاهد التي كانت في السابق وحتى يكون هناك فريق قوي بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية مثلما فعلنا نحن رغم المشاكل التي يعرفها العام والخاص، إلا أننا أهدينا لقب البطولة الإفريقية للجزائر العام 2014 وأعدنا كرة اليد إلى الواجهة بعدما توقفت المنافسة على الصعيد المحلي لأكثر من موسمين”.