تعرف مواقع شحذ السكاكين بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، رواجا كبيرا وإقبالا منقطع النظير، كواحدة من أكثر الأعمال التقليدية ارتباطا بعيد الأضحى المبارك، تستقيم من خلالها عملية الذبح وتقطيع الأضاحي. إنه مشهد ترصده “الشعب” بعاصمة الغرب الجزائري كل موسم عيد. توسعت المهنة في السنين الأخيرة، حيث صار يعتمد فيها على التيار الكهربائي في شحذ السكاكين بمختلف أحجامها، التي تعرف تجارتها انتشارا مهولا، مع رداءة المنتوج المعروض، الذي يلزم المواطنين تجديده كل سنة. لاحظنا خلال جولتنا الاستطلاعية ببعض الأحياء الوهرانية، انتشار باعة الفحم والتبن والشوايات، إلا أن ما يستدعي الوقوف عنده هو بيع الأسلحة البيضاء من سفافيد وسكاكين مختلفة الأحجام، خاصة في الأحياء الشعبية والنقاط المعروفة بالإجرام. ما أثار تخوف المواطنين، الذين اعتبر بعضهم ل«الشعب” بسوق المدينة الجديدة الشهير الأمر في منتهى الخطورة، وهو ما يستدعي حسبهم فرض الرقابة. على صعيد آخر اشتكى السكان من غلاء لوازم الذبح، حيث تراوحت أسعار المجمر بين 1000 و3000دج. أما الفحم فتراوح سعره بين 70 و80 دج للكغ الواحد، فيما تراوحت أسعار السكاكين الخاصة بالذبح بين 400 و600 دج، أما تلك الخاصة بالتقطيع فتراوحت أسعارها ما بين 200 و300 دج، فيما تراوحت أسعار الساطور بين 800 و1000 دج، وأسعار السفافيد ما بين100 و200 دج. الأسعار التي باتت ترهق كاهل المواطن البسيط، تزامنت أيضا مع غلاء الأضحية التي تعرف الطريق إلى زرائبها بالباهية، وهران، فوضى عارمة، في ديكور يشوه سمعة المدينة، وهو ما أثار استياء العديد من المواطنين الذين يقطنون بمحاذاة هذه النقاط. يحدث هدا بالرغم من التعليمات الواضحة التي تنص على وجوب حصول الموالين على رخص بيع الماشية من قبل رؤساء البلديات في الأماكن المرخص بها، تفاديا للفوضى، والمشاكل التي قد تنجم عن عدم مراقبة الماشية التي تتواجد على مستوى هذه النقاط العشوائية، لاسيما منها الأمراض والأوبئة التي تصيب الأغنام والماشية. للإشارة جندت ولاية وهران 129 نقطة بيع للأضاحي مرخصة منها 18 مستثمرة فلاحية تبيع الأضاحي مباشرة للمستهلك، طبقا لتعليمة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، تتواجد على مستوى بلديات بئر الجير، أرزيو، عين الترك، السانيا، الكرمة ووادي تليلات. سبق وأعلنت المفتشة البيطرية الرئيسية على مستوى المصالح الفلاحية، السيدة بن شيخ نبيلة عن تجنيد أزيد من 60 طبيبا بيطريا لمراقبة نقاط بيع الأضاحي إلى غاية اليوم الأول من عيد الأضحى، بما فيها النقاط الغير المرخصة من أجل ضمان سلامة الأضحية. وفي ذات الوقت الذي تستعد فيه الأسر في مختلف مناطق الولاية للاحتفال بعيد الأضحى المبارك ونحر الأضاحي فإن مشكلة بيئية، تستدعي تجند مصالح البيئة والصحة العامة في البلديات وذلك بإزالة مخلفات حظائر المواشي من جهة وتشديد الرقابة على مخلفات الذبائح يوم العيد. وللحد من تلك الآثار السلبية المحتملة، جندت المؤسسة المختصة في النظافة والتطهير بوهران تحسبا لعيد الأضحى المبارك أكثر من 50 عون نظافة مع تسخير أكثر من 200 شاحنة مجهّزة. وأوضحت مصادر مسؤولة بذات المؤسسة في حديثها ل«الشعب”، أنه تم وضع برنامج خاص للتكفل بجمع فضلات الأضاحي قبل العيد وخلال يومي العيد بصفة خاصة، وهذا بالتنسيق مع البلديات المعنية للحد من انتشار النفايات. وتهدف الخطة، بحسبه، إلى تعبئة ومضاعفة عدد الحاويات المخصصة لجمع النفايات والنقاط السوداء، مع توزيع الأكياس البلاستيكية مجانا، بما فيها الأسواق الجوارية لما تخلفه من أعلاف وفضلات، حسب نفس المصدر الذي استغل الفرصة لتحسيس المواطنين بأهمية احترام مواعيد وضع النفايات وتجمعيها في الأماكن المخصصة لها.