تزدهر بعض المهن والحرف في مناسبات معينة ومنها مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يعد فرصة لأصحاب حرفة شحذ السكاكين والأدوات الحادة التي تستعمل في نحر أضحية العيد وتقطيعها، حيث يقبل المواطنون على هؤلاء الحرفيين بمجرد حلول نسمات العيد السعيد. ويقر هؤلاء الحرفيين بأن عيد الأضحى المبارك يعتبر فرصة لكسب الرزق نظرا إلى إقبال المواطنين عليهم خلال هذه الفترة، حيث يرث العديد منهم المهنة عن والده أو جده. وتعتبر هذه الحرفة فرصة للعمل وكسب الرزق، وسر المهنة يكمن في الآلة التي خصصت في شحذ الأدوات الحادة من سكاكين وسواطير. وبمناسبة عيد الأضحى تزدهر أيضا تجارة بيع السكاكين وكل مستلزمات الذبح والسلخ خاصة الشواء، حيث يقوم المواطن باقتناء المشويات والفحم، خاصة مع توفر أنواع جديدة ومنوعة من هذه المستلزمات في السوق. ويمثل عيد الأضحى بولاية المدية فرصة حقيقية بالنسبة إلى تجار المناسبات الذين يغيرون نشاطاتهم بهذه المناسبة تماشيا مع متطلبات العيد بحثا عن صفقات مربحة. فمدينة المدية تبدو قدرة التكيف مع احتياجات السوق جلية من خلال عدد التجار الذين غيروا نشاطاتهم وينتشرون عبر الشوارع التجارية بوسط المدينة، حيث يقترحون منذ أيام مواد متنوعة لها علاقة بمستلزمات عيد الأضحى وذات الأرباح المضمونة. ويوجد من ضمن هؤلاء من ينشط في مجال بيع الفحم بينما يقترح آخرون مجموعات متنوعة من السكاكين والمستلزمات الضرورية، فيما تقترح فئة أخرى على المواطنين شحذ السكاكين الموجهة للذبح وسلخ الأضاحي مع الإشارة إلى أن هذه الحرفة تسجل طلبا مكثفا من قبل السكان الذين يقومون بذبح أضحيتهم بأنفسهم. ولعل ما يشد الانتباه هو انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع بعدما كانت تقتصر في الماضي على أقلية معينة من تجار المناسبات، حيث أضحت الحرف الصغيرة المرتبطة بعيد الأضحى محل أطماع وتنافس بين هذا الصنف من التجار الذين يحاول كل واحد منهم تحقيق حصة كبيرة من الأرباح بهذه المناسبة. وهناك فئة أخرى تستعد لدخول الساحة يوم العيد وتنشط في مجال إزالة الصوف من رأس وأعضاء الكباش. وأصبحت هذه المهمة التي كانت تقتصر سابقا على النساء الماكثات في البيت تمارس في أيامنا هذه من طرف مجموعات كبيرة من الشبان مقابل مبلغ زهيد يتراوح بين 300 و400 دج قياسا بالأسعار المطبقة في العام الماضي.