شهدت أيام عيد الأضحى ازدهارا في التجارة الموازية خاصة بالأسواق الشعبية، وذلك نتيجة استغلال كل مواطن يملك آلة شحذ السكاكين للفرصة، حيث تراص العديد منهم بكافة الأسواق المعروفة وحتى على أرصفة الشوارع الكبرى ببعض مدن العاصمة، على غرار سوق الكاليتوس الأسبوعي ببلدية الكاليتوس والذي صار... قبلة للمواطنين من جميع بلديات العاصمة، وكذا سوق بومعطي الشهير الكائن ببلدية الحراش، وغيرها من الأسواق وحتى ببعض ساحات الأحياء السكنية الجديدة بالكاليتوس، الحراش، عين النعجة باب الزوار وغيرها من البلديات. والملفت للانتباه هو الطوابير التي تلتف بهؤلاء التجار والتزاحم الرهيب حولهم، وذلك لنيل الفرصة من أجل شحذ السكاكين والسواطير، حيث بلغ سعر شحذ السكين الخاص بالذبح 50 دينارا، والسكين الصغير ب 50 دينارا، وهكذا صار كل من يملك الماكينة الخاصة بشحذ السكاكين يستغل الفرصة للكسب السريع في هذه الفترة نظرا للتحضيرات التي سبقت يوم النحر. وعلى خلاف كل سنة شهد هذا العام ازدهار هذه التجارة الموسمية والموازية في ذات الوقت، والوضع لا يقتصر عند شحذ السكاكين والسواطير، وإنما تعداه إلى بيع الألواح الخشبية الخاصة بتقطيع الأضحية بعد الذبح، وكذا بيع أكياس الفحم والمشواة والمسافيد الخاصة بالشواء، وهو الموسم الأكثر ربحا للمقيمين بالمناطق البعيدة عن المدينة، مستغلين تقطيع الأشجار للاتخاذ من جذعها ألواح التقطيع، واستعمال أغصانها لصنع السفود «عيدان الشوي». وفي المقابل شهدت أسعار الخضر والفواكه التهابا كبيرا، خاصة منها المواد المستعملة في طهي الأطباق التقليدية المصاحبة لعيد الأضحى، على غرار العصبان، الكسكسي، والرشتة، الكوسة، ناهيك عن أسعار البطاطا، والخس والخيار والفلفل والفلفل الحار وغيرها من الخضروات الأكثر استعمالا خلال هذه الأيام المباركة. وهكذا يبقى المواطن هو الضحية الوحيدة في هذه الدوامة التي يتحكم فيها تجار السوق الموازي، في ظل غياب الرقابة من طرف المصالح المعنية، فعوضا عن فرض نظام للتحكم في أسعار المواد الأكثر استعمالا والأدوات المستخدمة خلال هذه المناسبة تشهد أسواقنا العكس تماما.