كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، عن آخر ما توصلت إليه التحقيقات في قضية وفاة رضيعين بعيادة خاصة بالرويبة والبليدة، مؤخرا. موضحا أن التحاليل أثبتت سلامة اللقاحات وعدم تسبّبها في وفاتها. أضاف الوزير في تصريح للصحافة، على هامش اجتماعه مع المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب، أن الحادثة التي وقعت مؤخرا بالبليدة والتي توفي إثرها طفل رضيع، لا تتعلق أبدا بنوعية اللقاحات، إنما يمكن أن تكون راجعة للإصابة بحمى داخلية أو أمراض أخرى تزامنت مع فترة التلقيح، مشيرا إلى أن 33 طفلا تم تلقيحهم في نفس اليوم، إلا أنهم لم يصابوا بمكروه. وأكد بوضياف في ذات السياق، أن إجراءات جديدة تم اتخاذها لتوخي الحذر والوقاية، من خلال تلقيح الأطفال بلقاح مغاير ولكن لن يتم سحبه، باعتباره يندرج ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية. مضيفا، أن الحوادث التي تزامنت مع تلقيح الأطفال لاتزال التحقيقات فيها متواصلة إلى غاية الكشف عن الأسباب الحقيقية. وفيما يخص اللقاء الذي جمعه مع المجلس الوطني لأخلاقيات الطب، أفاد الوزير أنه يندرج في إطار تقوية التشاور والحوار مع جميع ناشطي القطاع، بينهم منتخبو المجلس الوطني لأخلاقيات الطب الذين يعتبرون ناشطين أساسيين، موضحا أن الاجتماع يضم 50 من المائة من الأعضاء المنتخبين مناصفة من القطاعين العمومي والخاص. وقال المسؤول الأول عن قطاع الصحة، إن الاجتماع سيكون له صدى كبير، من خلال الاستفادة من اقتراحات المشاركين الذين يمثلون الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان حول المشاكل التي يعاني منها القطاعان العام والخاص، مشيرا إلى قانون الصحة الجديد الذي سيمر قريبا على مجلس الوزراء ويعتبر من أغنى القوانين الخاصة بالمنظومات الصحية عبر العالم ويضم أكثر من 472 مادة. ويراهن بوضياف على المنظومة الصحية من الناحية التنظيمية، حيث ستعرف قفزة نوعية بعد وضح حدّ لعديد من المشاكل التي كان يعاني منها القطاع، كمشكل قلة الأطباء المختصين في المناطق المعزولة والقضاء على ندرة الأدوية واللقاحات، مؤكدا أن إنشاء مجالس أخلاقيات مهن الطب تلعب دور الصدارة في الحفاظ على نبل مهنة العناية بصحة المواطنين واحترام آداب وقواعد أخلاقيات الطب وكذا الزمالة. كما أجاب وزير الصحة على انشغال رئيس المجلس الوطني لجراحي الأسنان إبراهيم بوشمال، المتمثل في عدم توفر الإمكانات اللازمة لمزاولة المهنة وغياب المساعدين في جراحة الأسنان، معترفا أن جراحي الأسنان يعملون في ظروف صعبة وهو ما يستدعي مرافقتهم وتقديم لهم كل الدعم والوسائل اللازمة، زيادة على توفير تكوين أمثل، كاشفا عن إعطائه تعليمات لمديري الصحة المتواجدين عبر جميع الولايات، قصد تسوية المشاكل العالقة. من جهة أخرى، أعلن الوزير عن برنامج مسطر في الأيام القادمة يتم من خلاله فتح أبواب الحوار والنقاش داخل وزارة الصحة مع جميع النقابات التي تنشط في المنظومة الصحية، سواء الأطباء أو الصيادلة أو الممرضين وجراحي الأسنان، موضحا أن اللقاءات التي ستجمع مديري الصحة بالنقابات، دون استثناء، من شأنها المساهمة في إيجاد حل لمختلف المشاكل التي يعاني منها القطاع.