تعتبر ولاية سيدي بلعباس منطقة فلاحية ورعوية بامتياز، حيث تفوق المساحة الفلاحية الإجمالية بها 386 ألف هكتار منها 363 ألف هكتار مساحة صالحة للزراعة، في حين تبلغ المساحة المسقية 8 آلاف هكتار على أن يتم توسيعها مستقبلا لتصل إلى 20 ألف هكتار من أجل رفع الإنتاج، خاصة في شعبة الحبوب والأعلاف التي تعدّ المحور الأساسي للمنتوجات الفلاحية بالولاية. وحسب الإحصائيات المستقاة من مديرية المصالح الفلاحية فقد عرف الموسم الفلاحي المنصرم إنخفاضا كبيرا في كميات الحبوب المنتجة والتي لم تتعد 945 ألف قنطار بمعدل 20 بالمائة فقط مقارنة بالبرنامج المسطر مع بداية الموسم بسبب إنحصار المساحة المسقية والتأخر الكبير في التساقطات على جلّ المناطق الفلاحية بالولاية، ما دفع بالعديد من الفلاحين إلى تحويل مساحات هامة من المزروعات إلى كلأ، وتحويل أزيد من 32 ألف قنطار إلى بذور معالجة ستوزع على الفلاحين مع إنطلاق حملة الحرث والبذر التي تجري التحضيرات حاليا لمباشرتها، حيث ترمي الأهداف إلى بذر 176 ألف هكتار مع توقع جني أزيد من 2 مليون قنطار من الحبوب الموسم القادم . ويذكر أن برامج الدعم الوطني وكذا القرض الرفيق لعبت دورا مهما في مساعدة الفلاح على تطبيق برنامجه خلال الموسم الماضي، وفي هذا الصدد إستفاد 505 فلاح من القرض الرفيق بقيمة مالية تقدر ب 253 مليون سنتيم. وعن الأشجار المثمرة فمن المتوقع أن يصل إنتاج الزيتون الموسم الجاري إلى 200 ألف قنطار مقارنة ب185 ألف قنطار الكمية التي تمّ جنيها الموسم الماضي، ويرجع هذا الإرتفاع إلى توسيع المساحة المخصصة لهذا المنتوج إلى قرابة 8 آلاف هكتار ما بين الزراعة الكثيفة والمبعثرة، وهي المساحة التي تضع الولاية في المراتب الأربعة الأولى وطنيا من حيث المساحة المخصصة لغراسة الزيتون، هذا وتسعى الجهات الوصية لتدارك التأخر المسجل في برنامج غراسة أشجار الزيتون بالولاية، حيث من المفترض أن تصل المساحة الإجمالية للبرنامج 20 ألف هكتار، ويرجع سبب التأخر إلى مشاكل الأراضي الفلاحية والعقار الذي لطالما أعاق أصحاب المستثمرات الفلاحية الجماعية جراء الخلافات الناجمة حول كيفية إستغلال هذه الأراضي، وحيال هذا الوضع أكد المسؤولون ضرورة إستكمال البرنامج وذلك بحل المشكل عن طريق النظام الجديد الذي يكرس للفلاحين التحول والإنتقال من حقّ الإنتفاع إلى حق الإمتياز والإستفادة من حق الملكية. وبخصوص إنتاج مادة الحليب تلقب ولاية سيدي بلعباس بحوض الحليب نظير الوفرة الكبيرة في إنتاج هذه المادة الأساسية، حيث تتوقع المصالح الفلاحية أن يفوق الإنتاج السنوي الموسم الجاري 80 مليون لتر، وهو ما يصنف الولاية رائدة في إنتاج مادة الحليب بالجهة الغربية للوطن، حيث سجل فائض في الإنتاج قدر ب 120 ألف لتر يوميا ما سمح لها بتدعيم الولايات المجاورة على غرار تلمسان، وهران، تموشنت، معسكر وسعيدة، كما سجلت ذات المصالح إرتفاعا في عدد المربين الذين فاق عددهم الألفي مربي بسبب الدعم والتشجيع المقدم من قبل الدولة لتطوير هذه الشعبة، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى توفر 28600 رأس من الأبقار الحلوب من جملة 47 ألف رأس بقر، كما تضم الولاية ثمانية ملبنات ساهمت بشكل مباشر في الرفع من حصة الفرد من إستهلاك الحليب لتصل إلى 80 لتر سنويا وهو المعدل الذي يقارب المعدل العالمي المقدر ب 90 لتر للفرد الواحد. أما عن الإنتاج الحيواني فلا تزال الولاية بعيدة عن تحقيق الإكتفاء الذاتي، حيث بلغ إنتاج اللحوم بمختلف أنواعها 190 ألف قنطار منها 154 ألف من اللحوم الحمراء بما في ذلك 44 ألف قنطار من لحوم الأبقار، 105 ألف قنطار من لحوم الأغنام، 3 آلاف قنطار من لحوم الماعز، ناهيك عن 41 ألف قنطار من اللحوم البيضاء، حيث يصل عدد الدواجن المخصصة لإنتاج اللحم بالولاية المليوني دجاجة .