دعا الوزير المنتدب المكلف بأوروبا السيد محمد سيداتي، ببروكسيل الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ «إجراءات صارمة» لتسوية النزاع في الصحراء الغربية طبقا للوائح الأممالمتحدة المتضمنة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. في تصريح خلال لقاء بالبرلمان الأوروبي حول «الصحراء الغربية: تقييم وأفاق»، دعا الوزير المنتدب الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة في إطار ميثاق الأممالمتحدة». اعتبر مخاطبا النواب الأوروبيين، خلال اجتماعهم بالوفد من أجل العلاقات مع دول المغرب العربي، الذي خصّص اجتماعه للمسألة الصحراوية، أن الإتحاد الأوروبي الذي تربطه «شراكة مميزة» مع المغرب « يجب أن «يمارس ضغوطا على المغرب لتسوية النزاع». تأسف عضو الأمانة الوطنية لموقف بعض النواب الأوروبيين الذين «يعطون مصداقية للدعاية التي تشنها الرباط»، مؤكدا أن هذا يؤثر سلبا على اللاجئين الصحراويين الذين تضرروا من تراجع المساعدات الإنسانية. بعد أن أدان المحاولات المغربية المتعددة لعرقلة مسار السلم الذي بادرت به الأممالمتحدة، أكد المسؤول الصحراوي أن المناورات المغربية الأخيرة، لاسيما انتهاك وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة الكركرات وطرد التشكيلة المدنية لبعثة المينورسو تشكل «تهديدا على المنطقة». اعتبر أن الاستقرار والسلام في المنطقة لا يمكن أن يتحققا دون «تسوية عادلة للنزاع الصحراوي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره». أكد أن إلغاء اتفاق الإتحاد الأوروبي-المغرب في مجال المنتوجات الفلاحية والصيد البحري في 10 ديسمبر الفارط من قبل محكمة العدل الأوروبية بسبب إدراجه للأراضي الصحراوية يشكل «رفضا لكل مزاعم المغرب بخصوص سيادته على الصحراء الغربية». بدوره جدد الممثل الدائم للاتحاد الإفريقي ببروكسل أجاي كومار برامديو، الذي حضر اجتماع الوفد من أجل العلاقات مع دول المغرب العربي التأكيد على دعم منظمته للقضية الصحراوية، موضحا أن هذه الأخيرة تمثل «مسألة أولوية بالنسبة للاتحاد الإفريقي الذي سيستمر في العمل على تسوية النزاع». أضاف أن الاتحاد الأوروبي لم يلعب دورا بالغ الأهمية في تسوية النزاع متأسفا لعدم تحقيق أي تقدم من أجل تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية. على صعيد آخر، أحيا الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 20 أكتوبر، الذكرى الثانية والأربعين للعملية الفدائية المتمثلة في إحراق وتعطيل أهم الحلقات في الحزام الناقل للفوسفات المعروفة بعملية السينتا. في بيان بالمناسبة، أبرز الاتحاد أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1974 وجهت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ضربة قاسية للمستعمر الإسباني عبر تنفيذ عملية فدائية نوعية، حيث «قامت خلية من أبناء شعبنا الأبطال العاملين آنذاك بمنجم بوكراع بمخاطبة إسبانيا بلغة الحديد والنار وأبلغت وبصوت مدوٍ رسالة من الشعب الصحراوي، مفادها أن زمن الاستهتار بالمقدرات الوطنية واستباحة الأرض وخيراتها قد ولى، فكانت العملية إحراق وتعطيل أهم الحلقات في الحزام الناقل للفوسفاط المعروف بالسينتا». أبرز البيان أن هذا الحدث التاريخي يأتي موازاة مع الاستعدادات لعقد المؤتمر الثامن للاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتزايد التسليم بالحقوق الوطنية للشعب الصحراوي على كافة المستويات من مجلس الأمن الدولي، الجمعية العامة، الاتحاد الإفريقي، الهيئات التشريعية والقضائية الأوربية وغيرها. هنأ الاتحاد بالمناسبة كافة العمال الصحراويين بعيدهم الثاني والأربعين، وكل المجدين الذين ظلوا يؤدون واجبهم الوطني بكل إخلاص وصبر وتفانٍ، مترحما في ختام بيانه على أرواح كافة شهداء شعبنا البررة.