الحوار مخرج الأزمة في مسعى جديد لإنهاء الجمود الذي اعترى مسار الحل السياسي في ليبيا ووقف دوامة العنف والتوتر بالبلاد، يرتقب عقد اجتماع لقادة ليبيا برعاية أممية في مالطا لبحث تطبيق اتفاق السلام الأممي، الذي تعترضه عدة عراقيل منذ توقيعه في ديسمبر 2015. دعت الأممالمتحدة لهذه الاجتماعات، بهدفِ بحثِ سبل الخروج من المأزِق الحالي وبناء اتفاق بشأن الخطواتِ اللازمة للمَضيّ قدُما في تنفيذِ الاتفاق السّياسي. وهناك إمكانية تقديم مقترح بشأن النقاط الخلافية التي منعت التنفيذ الشامل للاتفاق، من بينِها موادّ تتعلقُ بالقيادةِ العامة للجيش وتركيبةِ وصلاحياتِ الرئاسي ومجلس ِ الدولة الأعلى. و تعتقد الأممالمتحدة أن فشل الاتفاق السياسي، سيؤدّي إلى انزلاق البلاد في موجةٍ جديدة من الحرب الأهلية، خاصة مع تحشيدِ الميليشيات وتنافسِها للسّيطرة على حقول وموانئ النفط ومؤسّساتِ الدولة. وأمضى فرقاءُ النزاع الليبي عاما في التفاوض قبل التوقيع على اتّفاق سلام والآن يقتربون من طَيّ صفحةِ سنةٍ ثانية في الحوار حول تنفيذ ما وقعوا عليه. على صعيد آخر، تسلمت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، الخميس، أوراق اعتماد أربعة سفراء وذلك للمرة الأولى منذ دخولها العاصمة الليبية، أواخر مارس الماضي، على أن يعمل هؤلاء السفراء من خارج ليبيا في الوقت الحالي. وتسلم رئيس الحكومة فايز السراج، في مبنى السرايا الحمراء التاريخي، أوراق اعتماد سفراء كندا والنمسا وتركيا واليمن، في احتفالية حضرها مسؤولون ليبيون، بينهم وزير الخارجية محمد سيالة. وقال بيان حكومي نشر على موقع حكومة الوفاق على فيسبوك، إن السفراء الأربعة ألقوا كلمات أكدوا فيها البدء في افتتاح سفارات دولهم وعودة بعثاتها الدبلوماسية “في الفترة القليلة القادمة”. وهي المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد أوراق سفراء بشكل رسمي في طرابلس منذ بدء عمل حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي نهاية مارس. وغالبية السفارات في طرابلس أغلقت أبوابها مع اندلاع معارك صيف العام 2014. وكانت إيطاليا وفرنسا وألمانيا والجزائر وتونس ودول أخرى أعلنت، أفريل الماضي، نيتها إعادة فتح سفاراتها، لكن الأوضاع الأمنية المتوترة في العاصمة لم تسمح بهذه الخطوة. وتواجه حكومة الوفاق مجموعة كبيرة من التحديات أبرزها، العجز عن الحصول على ثقة البرلمان المنتخب ومقرّه مدينة طبرق (شرقاً) والذي يدعم حكومة موازية تدير معظم مناطق شرق ليبيا وترفض تسليم السلطة. مبعوث عربي جديد أعلنت جامعة الدول العربية اختيار السفير صلاح الدين الجمالي، لتولي مهمة المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا. قال محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، إن أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، شارك في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، الخميس، وأبلغ المشاركين باختيار الدبلوماسي التونسي صلاح الدين الجمالي، لشغل منصب الممثل الخاص له في ليبيا. وأشار عفيفي، في بيان صحافي، إلى أن جميع المندوبين الدائمين شاركوا في تعيين السفير الجمالي وأعربوا عن تطلعاتهم لأن يسهم ذلك في تعزيز دور الجامعة العربية في معالجة الأزمة التي تشهدها ليبيا، وفي مساندة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ودفع مسار التسوية في ليبيا وتجاوز الصعوبات التي تحول دون تقدم مسار الحل السياسي.