ستخضع المقبرة الجماعية لرفات حوالي ألف شهيد والتي تم اكتشافها مؤخرا بجبل "راس عصفور" بين بلديتي بني بوسعيد وبني سنوس (تلمسان) إلى دراسات معمقة من طرف فرق علمية متخصصة حسبما علم لدى مديرية المجاهدين . وتهدف هذه الدراسات العلمية التي ستجسد ميدانيا الى تسليط الضوء على مدى بشاعة الجرائم التي اقترفتها قوات الاستعمار الفرنسي في حق المجاهدين والأسرى بغرض القضاء على الثورة التحريرية المجيدة وفق ما أوضحه نفس المصدر. واستنادا الى المديرية المذكورة فان عملية اكتشاف هذه المقبرة قد تمت بالصدفة أثناء القيام بأشغال توسيع طريق جبلي محاذي لمركز عسكري فرنسي سابق على مستوى المكان المسمى "القناطر" بجبل "رأس عصفور ". وتشمل هذه المقبرة الجماعية على ثلاثة خنادق يبلغ طول كل واحد منها حوالي 40 مترا حيث تضم رفاة الشهداء الذين تم القضاء عليهم من طرف المستعمر سواء بالتعذيب أو القتل الجماعي. وحسب الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ السيد محمد قنطاري فان الأبحاث الأولية بعين المكان قد بينت أن بعض من الشهداء كانوا مقيدي الأيادي أو الأرجل بالأسلاك والبعض الأخر تعرض الى كسر للعظام أو تهشيم الجمجمة. كما أضاف ذات المصدر "أن بعض المؤشرات تدل على أن تاريخ هذه المقبرة تعود إلى سنة 1958 حينما أعطى الجنرال ديغول الأوامر لإجلاء أسرى وجرحى جيش التحرير الوطني من السجون المدنية وتحويلهم إلى الثكنات والمراكز العسكرية من أجل تصفيتهم جسديا بأساليب وحشية مختلفة