ككل مرة وفي كل موعد من مواعيد الجزائر التاريخية تسجل المجاهدة لويزة اغيل احريز حضورها بكل قوة بشهادتها الثرية كيف لا وهي تعتبر إحدى ضحايا الاستعمار الفرنسي الذي لم يعتقها بصفتها امرأة من أبشع أنواع التعذيب وأبشع الوسائل. وبمناسبة الذكرى الثالثة والستون لمجازر الثامن ماي 1945 جددت المجاهدة مطلبها بضرورة أن تعترف فرنسا بالمجازر والجرائم الشنيعة التي اقترفتها في حق الشعب الجزائري الأعزل طيلة 130 سنة . وارتأت هذه المجاهدة إلا أن توجه نداء عبر جريدة "المساء " إلى الجامعات الجزائرية خاصة منها المتخصصة في التاريخ وعلى رأسها وزير التعليم العالي والبحث العلمي تدعو فيه إلى ضرورة توفير الإمكانيات وتسهيل الظروف أمام البحث والدراسات المتعلقة بجميع الأحداث التي شهدتها الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي وتاريخ الجزائر. و قالت لويزة اغيل احريز بخصوص مجازر الثامن ماي 1945 لقد تأخرنا كثيرا في البحث عن حقيقة ما حدث والكشف أمام العالم عن بشاعة ما حدث في الوقت الذي نجح فيه اليهود الذين احتلوا فلسطين في 1948 في إقناع العالم بالاعتراف بما يعرف بالمحرقة اليهودية ومتابعة من أدينوا بها ولم تتوقف الأمورعند هذا الحد بل قدمت ألمانيا التي اعترفت حتى هي بمطالب اليهود بتسبيق تعويضات مالية خيالية لمن يعتقد أنهم ضحايا اما نحن فما زلنا -نحوم حول الحوض دون الغوص فيه حسب تعبير المجاهدة. وبخصوص إعادة كتابة الذاكرة الجزائرية والتاريخ رفضت المتحدثة مشاركة أي طرف أجنبي في هذه المهمة النبيلة وهي تلوح إلى الطلب الذي قدمته الدولة الفرنسية المتضمن رغبة هذه الأخيرة في المساهمة في كتابة تاريخ الجزائر "نرفض أن يشاركنا أجانب في كتابة تاريخنا بل اتركونا نكتب تاريخنا بأنفسنا هل ستكون فرنسا أكثر موضوعية منا ؟ لا، تجيب السيدة لويزة اغيل احريزعلى سؤالها لقد رفضوا رقم المليون ونصف المليون شهيد فكيف لها أن تعطينا الحقيقة والرقم الصحيح لضحايا مجازر الثامن ماي التي أبدت رغبتها للجزائر في إعداد دراسة بشأنها؟ لقد اعترف مؤخرا السفير الفرنسي بالجزائر برنار باجولي بأنه لا يمكن نكران الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر وقبله احد الضابط الفرنسيين تلاحظ المتحدثة وهي تؤكد أن ذلك نابع من هول المجازر المقترفة والتي لا يمكنها أن تخفى فهل يمكن إخفاء الشمس بالغربال؟ "كفانا ! لقد نمنا مدة طويلة بينما حقق غيرنا الكثير " تقول السيدة لويزة التي دعت إلى استغلال الذاكرة البشرية التي لا تزال متوفرة والمتمثلة في الأسرة الثورية والمجاهدين وكل من عايش الثورة وصنعوا التاريخ وذلك قبل فوات الأوان رافضة الاعتماد على الأرشيف الذي تحتجزه فرنسا والاعتماد بالدرجة الأولى على الذاكرة المتوفرة بأرض الوطن لدى أبناء الوطن .