عثر مؤخرا على مقبرة جماعية بمنطقة زموري البحري ببومرداس تضم رفات 132 شهيدا من المخلفات الإجرامية للاستعمار الفرنسي للجزائر حسبما أكده مصدر من منظمة المجاهدين بالولاية. وتم العثور على هذه المقبرة الجماعية عن طريق الصدفة أثناء القيام بعمليات حفر لإنجاز بنايات حسب شهادة عدد من مجاهدي المنطقة اللذين أكدوا بأنها رفاة لشهداء الثورة التحريرية الكبرى، وقد عثر عليهم مدفونين بصفة جماعية ومرميين فوق بعضهم البعض، حيث تضاف هذه المقبرة الجماعية المكتشفة حسب نفس الشهادات إلى مقبرة جماعية أخرى عثر عليها بنفس المنطقة سنة 2004 ضمت رفاة 9 شهداء. وأثبتت التحاليل المخبرية التي أجريت على عظام كل الرفاة المكتشفين إلى حد اليوم بمخبر علمي متخصص في الطب الشرعي بالجزائر العاصمة حسب مصدر من مديرية المجاهدين بأن تاريخ قتل و دفن هذه الجثث يعود إلى سنوات 1957 1958، كما تظهر الصور التي أخذت لكل الرفاة بالنظر المجرد يضيف المصدر بقاء علامات وأثار التعذيب الشرس على عظام أغلبية تلك الجثث والبعض الأخر من الجثث بقيت مقيدة اليدين بالأسلاك الشائكة إلى حد اكتشافها وأخرى بقيت عليها علامات القتل الوحشي ضربا بالرصاص في الرأس . وجاء في شهادة عدد من المجاهدين نقلتاها وكالة الأنباء الجزائرية على غرار المجاهد محمد ماندي مسؤول قسمة منظمة المجاهدين بزموري حاليا والمجاهد موسي زرقاني بأن المكان الذي عثر فيه على هذه المقبرة الجماعية كان معروفا إبان الثورة التحريرية الكبرى باستعماله من طرف المستعمر كثكنة للفيف الأجنبي الخاص بالسنغاليين. وكان المستعمرون حسب نفس الشهادات يستعملون ويفضلون هذه المنطقة لدفن جثث المجاهدين وعامة المواطنين المشتبه في عملهم مع الثورة بعد تصفيتهم نظرا لقربها من البحر ولتربتها الرملية التي تسمح لهم بالحفر السهل للمقابر الجماعية ولتميزها كذلك بغابتها الكثيفة بعيدا عن مسمع و أعين الناس، كما كان المستعمر بعد التصفية يقوم بالدفن الجماعي ليلا وسريا بهذه المنطقة التي هي حاليا تسمى بغابة الساحل بزموري البحري حسب نفس الشهادات بعد خضوع المقبوض عليهم لأوحش أساليب التعذيب والتنكيل بسجون ومعتقلات التعذيب المحيطة بالمنطقة" كسجن كورطيس، جيرمان ببرج منايل و سجن حوش الرول بتيجلابين وأخري بأولاد موسي و بودواو . ولهذه الأسباب يضيف نفس المجاهدين لم يتم تحديد هوية وأسماء أي أحد من المجاهدين والمدفونين بهذا المركز المخصص للتصفية والدفن نظرا لأن المستعمر كان يأتي بهم من مناطق متفرقة وبعيدة لدفنهم هنا.