يشكل قطاع السياحة بولاية بومرداس أحد دعائم الاقتصاد المحلي والوطني خلال المرحلة القادمة من مسيرة النمو التي تشهدها الولاية إلى جانب قطاعات أخرى حيوية كالفلاحة والصناعة باعتبارها موارد أساسية للمنطقة، رغم الكبوات العديدة المتداخلة التي حالت دون الانطلاقة السريعة في تجسيد جملة المشاريع الحيوية التي تدعمت بها في إطار المخططات التوجيهية الوطنية ال 21 للحكومة لتهيئة الإقليم وجعل النشاط السياحي محورا أساسيا في هذه المعادلة لخلق ثرة بديلة عن المحروقات. استفادت ولاية بومرداس في إطار إستراتيجية النهوض بقطاع السياحة ودفعه لأخذ زمام المبادرة في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، من عدة مشاريع قطاعية قدرت ب37 مشروعا ما بين فندق، مركب سياحي وهياكل الاستقبال العائلية بقدرة استيعاب تصل إلى 4 آلاف سرير تضاف إلى 2800 سرير الموجودة حاليا ما يرفع السعة الإجمالية إلى 7 آلاف سرير مستقبلا، وهذا من أصل 936 مشروع سياحي مسجل على المستوى الوطني و66 مؤسسة فندقية تخضع لعملية تأهيل للرفع من قدرات الاستقبال لحدود 200 ألف سرير، كما تتيح هذه المشاريع أيضا من دعم وخلق ديناميكية لدى الناشطين في هذا الميدان وخاصة لدى الحرفيين والمهنيين في الصناعة التقليدية المقدر عددهم بحوالي 840 ألف عائلة ناشطة في هذا القطاع الحساس الذي يعتبر رافدا مهما لدعم السياحة الوطنية.ميدانيا ورغم كل هذه المجهودات المبذولة لتحريك القطاع وتقديم ولاية بومرداس السياحية طبيعيا وبامتياز كوجهة جديدة لاستقطاب السياح من داخل وخارج الوطن، إلا أن الواقع لا يزال يكتنفه الغموض خاصة بالنسبة لمناطق التوسع السياحي ال11 المسجلة منذ سنوات على طول الشريط الساحلي، وعدد من المشاريع المسجلة للإنجاز على غرار المسالك السياحية الجبلية في عدة مناطق كبني عمران، الناصرية وخروبة، السياحة الحموية والدينية في عدد من المواقع الأثرية والتاريخية لأسباب كثيرة وعقبات العقار الصناعي الذي يطالب به المستثمرون لانجاز مشاريع سياحية، وهي انشغالات متواصلة لم تجد طريقها إلى الحل وبالتالي الانطلاق الفعلي في انجاز المشاريع المبرمجة لفائدة الولاية.رغم ذلك تبقى بعض المحاولات المحتشمة من قبل الخواص لإنجاز فنادق ومركبات سياحية تسير بوتيرة متباطئة أغلبها متمركز بعاصمة الولاية، وأخرى لم ترَ النور بعد على غرار مشروع الفندق السياحي المتواجد وسط مدينة دلس المتكون من 154 غرفة لدعم هذه المنطقة السياحية الهامة التي لا تملك سوى فندق واحد بالمخرج الشرقي لا يرقى إلى حجم التحديات ولا يستجيب لحجم الطلب بالخصوص في فصل الصيف وموسم الاصطياف، كما تبقى مشاريع دور الصناعة التقليدية الثلاثة في كل من بومرداس مركز، برج منايل ودلس تنتظر التسليم وتأخر كبير في الانجاز على الأقل للمساهمة في حفظ نشاط الصناعة التقليدية والحرف المنتشر بعدة مناطق كالجبلية منها المهدّدة بالاندثار، وبإمكانها المساهمة في جمع الحرفيين وإعطائهم فرصة لعرض منتجاتهم وتسويقها بتخصيص فضاءات داخل هذه المراكز التي بإمكانها أن تتحول إلى قبلة للزوار والسياح القاصدين هذه الوجهات.