انطلقت السنة الدراسية منذ ازيد من اسبوعين وزادت معها مخاوف أولياء التلاميذ من انتشار عدوى فيروس انفلونزا الخنازير في المدارس بسبب التكدس الكبير والاختلاط، خاصة وأن توقعات منظمة الصحة العالمية تفيد بانتشار هذا الوباء خلال فصلي الخريف والشتاء. وإن كان فصل الخريف قد حل قبل ايام، فإنه لايبدو ان الجهات المكلفة بالصحة العمومية وخاصة تلك المرتبطة بالمؤسسات التربوية قد أخذت بعين الاعتبار خطورة الوضع الذي قد ينفجر في أية لحظة في غياب إجراءات عملية توحي بإمكانية احتواء المرض في حالة تفشيه. ومن جهتها اكتفت وزارة التربية الوطنية بتخصيص درس اليوم الأول من الدخول المدرسي حول مرض انفلونزا الخنازير وطرق انتشاره السريعة وبعض النصائح المقدمة لتفادي العدوى في حالة بروز حالات منه، كما سبق لوزير القطاع السيد بن بوزيد وأن اكد مباشرة عقب انطلاق الموسم الدراسي عزم وزارته غلق كل مؤسسة تربوية قد تبرز فيها حالات فيروس »اتش ,1 إن 1«. ماعدا ذلك فإن الجهات الرسمية تعاطت مع هذا الملف الخطير بطريقة اقل مايقال عنها انها غير كافية أو شاملة وذلك بالنظر الى ماهو مهيأ ومعمول به في العديد من الدول ليست المتقدمة فحسب، وانما الاقل نموا أيضا، حيث ان العديد من البلدان العربية اتخذت اجراءات صارمة وبدأت تطبيقها بالفعل، من خلال المراقبة الصارمة أولا ثم تنظيف الأماكن العمومية التي عادة ماتشهد اكتظاظا متواصلا كالمتروات والانفاق والقطارات والمطارات وغيرها.، ومع انطلاق الموسم الدراسي الذي تأجل في العديد من الدول بسبب الفيروس القاتل استعدت نفس الدول لتنظيف دوري ومستمر للمؤسسات التربوية تجنبا لانتشار هذا المرض وأمراض أخرى. وتأتي هذه الإجراءات العملية بالموازاة مع الحملة التحسيسية الواسعة الانتشار التي لم تتوقف منذ ان برزت الى العلن خطورة هذا الفيروس وازدادت مع ازدياد احتمال انتشاره على نحو غير مسبوق، وعلى الرغم من ان الجزائر وعلى غرار العديد من دول العالم اصبحت معنية بهذا الوباء بعد ارتفاع عدد الاصابات الى المستوى الحالي، الا انها لاتزال الى حد ما بعيدة عن أخذ مثل هذا الامر بالجدية المطلوبة خاصة على مستوى المؤسسات التربوية المنشغلة حاليا بأزمة المآزر التي هي في الأصل مشكل هامشي امام الخطر الحقيقي المحدق بالتلاميذ، في غياب اجراءات احترازية حقيقية وملموسة لدرء اي انتشار محتمل للمرض، والتي تأتي في مقدمتها عمليات التوعية والتحسيس الغائبة تماما خارج وداخل المؤسسات التربوية. وزارتا الصحة والتربية مطالبتان بالتحرك الفوري والعملي من أجل اتخاذ كل التدابير الكفيلة باحتواء المرض في الوقت المناسب وعدم الاكتفاء بالاعلان عن توفير المصل المضاد لانفلونزا الخنازير، كما تؤكد على ذلك وزارة الصحة، او تخصيص درس واحد للتوعية والتحسيس كما فعلت وزارة التربية في الوقت الذي وجب فيه دق ناقوس الخطر وتوفير مايوجب توفيره لتقليص احتمالات انتشار المرض.