الجزائر تدخل دائرة الخطر أولياء التلاميذ يطالبون بحماية أبنائهم من المرض تضاعفت حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس "أيتش1ان1" في الجزائر خلال الأسبوع المنقضي بشكل مفاجئ فضلا على اختراقها للوسط المدرسي بتسجيل أربع حالات بمؤسسات تربوية في عين تموشنت والعاصمة ما استدعى تحريك مراحل متقدمة من المخطط الوطني لمواجهة الأوبئة النفسية الحادة ورفع حالة التأهب والاستنفار إلى درجات أعلى في عدد من القطاعات والمؤسسات، ومن جانبه انتقد رئيس عمادة الأطباء تأخر وزارة الصحة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الوباء فضلا على وصفه لطريقة تعامل وزارة التربية الوطنية مع الحالات المسجلة في الوسط المدرسي بالفاشلة. * وأفاد أمس، سليم بلقاسم مستشار وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المكلف بالإعلام والاتصال في تصريح خص به "الشروق" أن خلية الأزمة المتابعة لتطور الوضعية الوبائية في الجزائر والمنصبة غداة ظهور الوباء في العالم منتصف شهر أفريل الفارط حركت مراحل متقدمة من المخطط الوطني لمواجهة الأوبئة التنفسية الحادة في الجزائر والمفعّل من قبل وزير الصحة وبمتابعة شخصية للوزير الأول منذ منتصف الصائفة المنقضية، حيث استنفرت خلية الأزمة برئاسة الوزير سعيد بركات 17 دائرة وزارية لمواجهة خطر الانتشار الواسع لأنفلونزا الخنازير في الجزائر في ظل المناخ الملائم لانتشار مثل هذه الفيروسات بسرعة كبيرة وصورة خطيرة. * وأشار المتحدث أن مخططات عملية ووقائية وأخرى استعجالية علاجية حُركت بعدد من المؤسسات الحساسة التي تشهد تجمعا كبيرا للمواطنين واحتكاكا وتفاعلا بينهم كالمؤسسات التربوية والمؤسسات العقابية والثكنات والإقامات الجامعية والجامعات والمعاهد وحتى وسائل النقل الجماعي والفضاءات التجارية الكبرى والمساجد بالتنسيق مع الهيئات الوزارية الوصية على مختلف هذه المؤسسات التي تعتبر أهم بؤر انتشار الوباء، كما أطلقت الجهات الوصية حملات إعلامية وتحسيسية على مستوى المؤسسات السابقة الذكر لتحسيس المواطنين بضرورة الالتزام ببضع التصرفات البسيطة للتقليل من احتمال انتقال الوباء كالغسل المتكرر لليدين واستعمال المناديل الورقية وتجنب الاحتكاك والاتصال المباشر. * وأوضح الدكتور آيت أوبلي عضو خلية الأزمة والخبير في الأوبئة أن موجة الانتشار الواسع للوباء والتي نعيش بدايتها هذه الأيام بسبب المناخ الخريفي الملائم لانتقال الفيروس وانتشاره بسرعة أكبر فضلا على الدخول الاجتماعي والمدرسي وكثرة التجمعات والاحتكاكات بين المواطنين مطمئنا أولياء التلاميذ أنه تم ضبط جميع الاحتياطات والمخططات الإستباقية للسيطرة على انتشار الوباء في الوسط المدرسي والتقليل من خطر انتقال العدوى بين التلاميذ في حال تسجيل حالات مؤكدة في المؤسسات التربوية، مشددا على أن الدور الكبير لمواجهة الوباء يلعبه الأولياء بتحسيس أبنائهم وتلقينهم عادات وتصرفات صحية تقيهم من خطر انتقال العدوى كغسل اليدين وتفادي الاحتكاك بالمصابين بأعراض أنفلونزا. * أما الدكتور بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين فانتقد طريقة تعامل وزارتي الصحة والتربية مع انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، مؤكدا أنه سبق وحذّر الجهات الوصية في شهر أوت الماضي من موجة انتشار خطيرة للوباء مع بداية فصل الخريف في ظل ما يعرف بمناخ الصيف الهندي والدخول المدرسي إلا أن الوزارة المعنية لم تطلق حملات إعلامية وتحسيسية إلا في الأيام الأخيرة بعد ان انتشار الوباء في المدارس. * * إصابة 3 أطفال بالانفلونزا و7 حالات شبه مؤكدة بالمدية * تأكد صباح أمس إصابة 3 أشخاص هم أطفال من عائلة واحدة أعمارهم 5، 6، و10 سنوات بالمدية بالفيروس المسبب لانفلونزا الخنازير، وكان هؤلاء الاطفال قد نقلوا الثلاثاء المنصرم الى مصالح مستشفى محمد بوضياف بمدينة المدية بعد أن شك ذووهم في الاعراض المرضية التي انتابتهم لتنقل عينات من دمائهم الى مصالح معهد باستور بالعاصمة التي أكدت إصابتهم بفيروس 1N 1H المسبب لانلفلونزا الخنازير، وقامت المصالح الصحية بالمدية على إثر ذلك وكإجراء وقائي باستدعاء أقارب المصابين ومن كانوا عرضة للاختلاط بهم خلال الايام الماضية، حيث أسفرت العملية عن وضع 7 أشخاص أخرين تحت الرقابة والعزل الطبيين الى حين ظهور نتائح التحليل لعينات الدم التي أخذت منهم وأرسلت الى مخابر معهد باستور، وذكرت مصادر "للشروق" ان إصابة هؤلاء الاشخاص ال 7 باتت في حكم المؤكد بالنظر للاعراض التي ظهرت عليهم والمشابهة لأعراض الحالات التي أكدها معهد باستور، وحسب ما وصلت إليه التحريات والتحقيقات فإن مصدر الاصابات التي سجلت بالمدية تقف وراءها مغتربة من أقارب المصابين حضرت في الاونة الخيرة من فرنسا لحضور مراسيم تشييع جنازة قريب لها بالمدية، ولم يتفطن لإصابتها الا بعد أن توجهت الى العاصمة للتداوي من وعكة صحية أصابتها، حيث اكتشف بأنها حاملة للفيروس.