إختبرت، إيران، أمس الأحد، صاروخين قصيري المدى مع بدء الحرس الثوري الإيراني مناورات حربية تستمر أياما. وقبلها، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم السبت، أن الكشف عن بناء منشأة نووية سرية في إيران يشير إلى نمط مزعج للتملص من قبل طهران، مما يضيف شعورا بالإلحاح للمحادثات التي ستجريها إيران مع القوى الكبرى في الأول من أكتوبر المقبل. وأوضحت، قناة ''برس تيفي'' التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية أن الاختبارات اشتملت، أيضا، على قاذفة صواريخ متعددة الفوهات. وأضافت، في عناوين الأخبار التي تظهر أسفل الشاشة، ''إختبرت إيران صاروخين قصيري المدى''. ونقلت، وكالة أنباء ''إيرنا'' عن قائد سلاح الجو الإيراني قوله أن التدريبات ستشمل إطلاق صواريخ في وقت واحد على عدة أهداف، وكذلك اختبار عمليات إطلاق متتالية غير متزامنة. كما نقلت قناة ''العالم'' الفضائية الإيرانية الرسمية، أن الحرس الثوري الإيراني أعلن عن إطلاق صواريخ من طراز تندر وفاتح ,110 مشيرا إلى أن هذه المناورات، التي ستستمر عدة أيام، ترمي إلى صيانة وتطوير قدرات الردع للقوات المسلحة في البلاد. وتحمل، هذه المناورات إسم الرسول الأعظم وتأتي في إطار تعزيز القدرة الدفاعية الصاروخية للرد على أي هجوم محتمل ضد إيران. وأشار إلى أن هذه المناورات هي رسالة موجهة للغرب وإسرائيل قبل انطلاق محادثات جنيف مع الدول الست بشأن برنامج إيران النووي، مفادها نحن جاهزون للحوار ومستعدون، كذلك، للدفاع عن برنامجنا النووي بكل ما أوتينا من قوة. من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله، أن طهران ستقوم، اليوم الاثنين، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى في إطار هذه المناورات. وقال، سلامي، اليوم سنختبر صاروخ شهاب3 بعيد المدى، مشيرا إلى أن الحرس الثوري اختبر، أمس، ولأول مرة، قاذفة صواريخ متعددة الفوهات. وأوضح أن الحرس الثوري سيختبر في وقت لاحق صاروخي شهاب1 وشهاب2 متوسطي المدى. وأوضحت، الإذاعة الإيرانية، أن الحرس الثوري الإيراني سيختبر الصاروخ شهاب3 الذي يقول مسؤولون إيرانيون أن مداه يبلغ زهاء ألفي كيلومتر، وهو ما يمكنه من الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأمريكية في منطقة الخليج. واختبرت إيران الصاروخ عدة مرات من قبل. وكانت إيران أعلنت، في ماي الماضي، أنها اختبرت صاروخا، قال محللون عسكريون أن بإمكانه الوصول إلى إسرائيل. ويتزامن إعلان التدريبات مع زيادة التوتر في النزاع النووي الذي تخوضه إيران مع الغرب بعد إعلانها أنها تبني محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم. وقبلها، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم السبت، أن الكشف عن بناء منشأة نووية سرية في إيران يشير إلى نمط مزعج للتملص من قبل طهران، مما يضيف شعورا بالإلحاح للمحادثات التي ستجريها إيران مع القوى الكبرى في الأول من أكتوبر المقبل. وستعقد، إيران، اجتماعا مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا في مدينة جنيف السويسرية، يوم الخميس القادم. وصرح، مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، بأن الدول الست تعد سلسلة من مطالب الشفافية تركز على محطة تخصيب اليورانيوم السرية قرب مدينة قم. وأضاف، المسؤول، أن هذه المطالب تشمل حرية وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون قيود إلى منشأة قم والناس الذين يعملون هناك والجداول الزمنية المرتبطة بتطويرها. وكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أعلن، السبت، أن بلاده ستحدد مع الوكالة الذرية موعدا لتفتيش موقعها الجديد لتخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن الموقع سيخضع لإشراف الوكالة وسيعمل بقدرة تخصيب قدرها 5 ٪ على الأكثر. في غضون ذلك، رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بقبول إيران تفتيش الموقع الجديد، وقالت للصحفيين أنه أمر محل ترحيب دائم عندما تتخذ إيران قرارا يذعن للقوانين واللوائح الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية في موقعها على الأنترنت أن القوى الكبرى في العالم بقيادة الولاياتالمتحدة ستصر خلال الاجتماع المزمع عقده يوم الخميس المقبل مع الوفد الإيراني على أن تقوم طهران بالفتح الفوري للمنشأة النووية الجديدة أمام المفتشين الدوليين . ونقلت، الصحيفة عن مصادر بالإدارة الأمريكية قولها أن الدول الست ستبحث مع الوفد الإيراني سبل التوصل إلى وثائق وأشخاص لهم صلة بالمنشأة التي يتم بناؤها تحت الأرض. وقالت، المصادر، أن الفشل في تقديم رد جاد بحلول نهاية العام سيعطي دفعة قوية لفرض عقوبات اقتصادية ومالية صارمة تهدف إلى إصابة الاقتصاد الإيراني بالشلل. واتهمت، إيران، يوم السبت، الحكومات الغربية بافتعال الضجة بشأن برنامجها النووي، وبررت إنشاء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم بما اعتبرته حقها المشروع في إنتاج الطاقة النووية، مشددة على أن ما تقوم به لا يتعارض مع الاتفاقيات الدولية وقوانين الوكالة الذرية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسن قشقاوي، رغم أنه يتعين أن يمضي ستة أشهر قبل ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي، فإن بلاده - بهدف بناء الثقة وإبداء حسن النية - أسرعت بإبلاغ الوكالة الذرية بمصنعها الجديد.