تولّد عن الإنشقاق الذي دبّ في حزب ''عهد ,''54 حركة تقويمية أخذت تعدّ عدّتها لدخول الصراع، وقد طلب المنشقّون في بيان لهم موقّع من طرف مكلف بلجنة الإعلام عليان بشير مقابلة لدى مصالح وزارة الداخلية لتحديد موعد لإيداع طلب ترخيص انعقاد مؤتمر استثنائي. هذا الطلب تقدّم به حسب البيان ثلثا أعضاء المجلس الوطني لحزب ''عهد ,''54 و ما تزال كما جاء فيه عملية جمع التوقيعات مستمرة عبر 48 ولاية. الهدف من تنظيم هذا المؤتمر الإستثنائي هو سحب الثقة من رئيس الحزب علي فوزي رباعين والمكتب التنفيذي، لانفراد هذا الأخير بقرارات فردية دون اللجوء إلى المجلس الوطني، حسب ما يشير إليه البيان. كما ورد في ذات البيان، تعرّض عضو مجلس وطني من الحركة التقويمية إلى السبّ والشتم والتعدي الجسدي من قبل رئيس الحزب، وبعد هذه الحادثة طالب أعضاء من المجلس الوطني من وزير الداخلية استقبالهم للترخيص لهم بعقد مؤتمر استثنائي. وحسب ما يرى البعض، فإن طلب سحب الثقة من رئيس ''عهد ''54 بسبب عدم فتح المجال للتداول على منصب الرئاسة، انطلاقا من النتائج المحصل عليها في التشريعيات والمحليات، والتي تمثل حسب المنشقين حصيلة هزيلة لا ترقى لتطلعات أعضاء الحزب. وبعد ميلاد هذه الحركة التقويمية لحزب ''عهد ,''54 يرتفع عدد الأحزاب التي دبّت في أوساطها انشقاقات نتج عنها ظهور حركات تصحيحية، وذلك على غرار حزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان)، حركة الإصلاح، الجبهة الوطنية الجزائرية ''الآفانا''، وحركة مجتمع السلم ''حمس''. مع الإشارة إلى أن عدة أحزاب لم تسلم من مشاكل داخلية قليلا ما يدلي بها أعضاؤها. وللتذكير، فإن الحركة التصحيحية التي عرفها الحزب العتيد كانت سنة 2003 بعد انعقاد المؤتمر ال 8 للحزب، وكانت أول حركة تصحيحية تعرفها الأحزاب، و ''حذت حذوها'' حركة الإصلاح التي عرفت انقساما وشرخا كبيرا في نوفمبر ,2004 أدى إلى تغيير رئيس هذا الحزب آنذاك عبد اللّه جاب اللّه بعد متابعات قضائية وتراشق بالتهم. وبعد حركة الإصلاح، دبّ في صفوف الجبهة الوطنية الجزائرية ''الآفانا'' برئاسة موسى تواتي انشقاق، حاول الأخير مرارا التقليل من أهميته، لكن المنشقين تمكنوا من خلق حركة تصحيحية بعد المشاكل الداخلية التي عرفها الحزب، إثر الإنتخابات التشريعية لسنة ,2007 وطفت للسّطح سنة .2008 ولم تستثنِ عدوى الحركات التصحيحية حركة مجتمع السلم ''حمس'' السنة الماضية، فقد كان الصراع كبيرا بين رئيسها أبو جرة سلطاني وغريمه عبد المجيد مناصرة، هذا الأخير الذي أسس حركة ''الدعوة و التغيير'' بعد حرب حامية الوطيس. ويبدو أن الأحزاب الأخرى لن تكون في منأى عن بروز حركات تصحيحية داخلها، خاصة وأن العديد من هذه الأحزاب تشهد مشاكل داخلية وصراعا على كرسي المسؤولية، يدلي بعض أعضائها تصريحات من حين لآخر تنذر بأن الأمور ليست على ما يرام.