قالت إيران إنها منفتحة للحوار خلال جولة المحادثات المقبلة في جنيف حول ملفها النووي، لكنها لن تناقش أي قضايا تمس حقوقها النووية السيادية. كما أشارت الولاياتالمتحدة إلى أنها لا تنوي التسرع بالضغط من أجل عقوبات اقتصادية مشددة جديدة على إيران إلى حين انتهاء المحادثات رغم تشككها بنواياها النووية. وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي أكبر صالحي للصحفيين في مطار طهران أمس قبل توجهه إلى جنيف لحضور المحادثات مع الدول الست الكبرى اليوم الخميس: إننا نتوجه إلى أوروبا لهذه المفاوضات بمنهج إيجابي، وآمل أن تكون هذه فرصة مماثلة للآخرين كذلك. وأضاف: أن إيران على استعداد لمناقشة أي مخاوف غربية حول منشآتها النووية الثانية التي أعلن عنها مؤخرا، لكنه أكد أن بلاده لن تساوم على حقوقها بإتقان تدوير الوقود النووي. وكانت إيران أعلنت قبيل تجاربها الصاروخية التي جرت في إطار مناورات الرسول الأعظم، أنها تبني محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم في قم جنوبطهران، وأبدت استعدادها للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشأة، إلا أن هذا الإعلان أثار مخاوف جديدة حول طموحاتها النووية. وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الثلاثاء بأن طهران لن تتخلى عن حقها في استخدام التقنية النووية. ونقلت عنه وكالة أنباء إيرنا الإيرانية قوله: إن إيران في سعيها للدفاع عن حقها المطلق بتطوير التقنية النووية المدنية لن تنحني أمام الضغوط السياسية. من ناحية أخرى، قالت بعثة إيران لدى الأممالمتحدة في بيان وزعته على وسائل الإعلام يوم الثلاثاء: إن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وبّخ بان خلال اللقاء الذي جمعهما معا الجمعة الماضي بعد تصريحاته التي عبر فيها عن قلق عميق بشأن إعلان إيران عن المنشأة النووية التي يجري بناؤها. وقالت البعثة في البيان: إن بان كرر المزاعم ذاتها التي ترددها قوى غربية قليلة، بدلا من انتظار رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفتها جهة الاختصاص . وأكدت البيان أن أحمدي نجاد سبق له أن رفض مزاعم بلا أساس عن إخفاء المحطة النووية، وقالت إن إيران أبلغت وكالة الطاقة الذرية بالمحطة قبل عام من الموعد الذي يتعين عليها أن تفعل هذا بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وكان بان انتقد الكشف عن المنشأة النووية، وقال: إن إنشاءها ينتهك قرارات مجلس الأمن التي تدعو طهران لوقف تخصيب اليورانيوم. لكنه أشار خلال اجتماعه مع متكي إلى أن الأممالمتحدة مستعدة لمساعدة طهران في العثور على مكان مناسب في المجتمع الدولي إذا كشفت بشفافية عن برنامجها النووي. من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جيه كرولي: إن واشنطن تأمل أن تفتح جولة المحادثات اليوم الخميس الباب أمام مزيد من المحادثات المتعمقة حول الطرق التي يمكن أن تزيل بها إيران الشكوك حول انخراط برنامجها النووي بتطوير أسلحة نووية سرية. وأضاف: أنه إذا أبدت إيران استعدادها للتصدي للقضايا النووية، فإنه على الأرجح ستكون هناك اجتماعات أخرى وأن هذه العملية ستحتاج بعض الوقت، مؤكدا أن بلاده لن تصدر حكما سريعا اليوم الخميس و إنما ستنتظر كيف سيمضي الاجتماع وتقيم رغبة إيران في الانخراط بهذه القضايا. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون خيَّر إيران بين الانضمام إلى المجتمع الدولي أو مواجهة المزيد من العزلة، وقال في كلمة له يوم الثلاثاء أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم الذي يتزعمه في مدينة برايتون إن إيران تواجه أسبوعا حاسما هذا الأسبوع.