بالمصالحة استطاعت الجزائر تخطي العشرية الحمراء مقاربة الجزائر أصبحت مرجعية ووصفة تصدر لتسوية النزاعات المسلحة ارتكز نقاش منتدى جريدة «الشعب» المنظم، أمس، بمناسبة الذكرى 11 لإعلان الجزائر حول الحوار جنوب - شمال، على ضرورة فتح الحوار والعمل بالمقاربة الإنسانية في التعامل مع مختلف المسائل وكذا تقليص فوارق التنمية بين الدول، مؤكدين أنه مادام العالم يشهد صراعات مسلحة وفقرا في دول الساحل، لا يمكن لظاهرة الهجرة أن تتوقف وأن على المجتمع المدني أن يلعب دوره في هذا الجانب. قالت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» السيدة أمينة دباش، إن الجزائر اندمجت في مسعى الحوار، كون الشعب الجزائري هو شعب يؤمن بالحوار، وأن العديد من المشاكل والصعوبات يمكن تذليلها عبر الحوار، وهذا بناء على تجربة، سواء على صعيد المجتمع المدني أو السياسيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان دوما رجل حوار. مذكّرة في معرض حديثها بالعشرية الصعبة التي عانى منها الشعب الجزائري لوحده والذي كان على حافة حرب أهلية، وأنه بفضل الحوار تم تجاوز هذه المرحلة بنجاح. وفي المقابل بقي الجزائريون في وطنهم والذين هاجروا أصبحوا مثالا في الحوار، ما جعل بلادنا مرجعا في محاربة الإرهاب، مطالبة بعدم تقزيم نشاط المجتمع المدني الذي بإمكانه أن يكون قوة اقتراح على المستويين الإقليمي والدولي. ونوّهت دباش بفكرة شبكة الحوار جنوب - شمال، قائلة: «سأنخرط في هذا المسعى والجزائر ضد كل أشكال التمييز وبناء جدار عازل، مثلما الحال في فلسطين والصحراء الغربية. وأيضا يمكن أن يحدث في المكسيك مثلما قال رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب». من جهتها رافعت ياسمينة طاية رئيسة شبكة الحوار، من أجل سياسة التقارب نحو بعض القضايا الدولية، قائلة: «لدينا أفكار حضارية، لأننا مجتمع مدني ومؤسسة حوار»، مشيرة في ردها على سؤال حول فشل مؤسسة الحوار جنوب – شمال في المتوسط، في مسارها التفاوضي مقارنة بدول 5+5، موضحة أن الشبكة هي جمعية ونجحت في مسارها، لأن حوارها دام 11 سنة، بحيث تضم العديد من المثقفين والمختصين، وهي بعيدة عن دول 5+5 التي نشاطها بين الدول التي لديها الإمكانات الكافية، داعية الصحافة وكل المثقفين للانضمام للشبكة لتقديم الحلول. وأضافت، أن ظاهرة تدفق الهجرة التي يشهدها العالم من الجنوب نحو الشمال، سببها النزاعات المسلحة المدعمة من قبل أوروبا. وبحسبها مادامت هذه النزاعات متواصلة والفقر في دول الساحل، ستبقى هذه الظاهرة مستمرة، كون المهاجرين بحاجة لحياة كريمة والعيش في مكان آمن، مطالبة بتقليص فوارق التنمية بين المدينة والريف وإعداد تحاليل دقيقة وذات رؤية واضحة حول ظاهرة تدفق الهجرة نحو الشمال، وكذا الجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة الحلول، مشددة على ضرورة اعتماد مقاربة الجانب الإنساني في حل بعض المسائل الدولية. نفس الأمر ذهب إليه شارل فرديناند نوتومب رئيس مؤسسة الحوار جنوب- شمال في المتوسط، قائلا إنه لابد من تنظيم الهجرة والاتفاق بين الدول على تخصيص حصة لإنشاء مراكز استقبال، مشيرا إلى أنهم يتفادون الخوض في المسائل المتعلقة بالنزاعات في الشرق الأوسط، باعتبارهم مؤسسة مجتمع مدني. وأضاف نوتومب في هذا السياق، أنه ينبغي الذهاب نحو الإشهار حول موضوع الحوار. كما أعلن عن المؤتمر القادم الذي سيتطرق إلى العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، كونه موضوعا مهما. من جهته، أوضح ممثل عن السفارة البلجيكية بالجزائر وعن وفد منطقة والو، أن الديمقراطية لا يمكن إرساؤها بدون تحقيق الاستقرار ودولة القانون، هذه الأخيرة تتطلب يقظة. مضيفا، أنه يدعم كل مبادرات المجتمع المدني الذي لديه دور مهم يلعبه في مجال الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم اليوم. وأشار المتدخل في معرض حديثه إلى أنهم في مفاوضات مع وزارة الخارجية الجزائرية في مسائل تعاون تتعلق بعدة قطاعات ذات أولوية في ميدان البحث العلمي، التعليم العالي، البيئة، التنمية الريفية وأخرى في مجال الثقافة، وكذا حول موضوع الهجرة.