«القرية المتوسطية للحوار، رؤية طموحة لفضاء يجمع مواطني ضفتي البحر الأبيض المتوسط الجنوبية والشمالية ويفسح المجال للتحاور والتبادل والاتصال ولاستعراض واكتشاف المواهب والإبداعات في كل المجالات"، هي الفكرة التي اقترحتها الجزائر في يوم الحوار باللقاء الذي شارك فيه ممثلون عن الشبكة الجزائرية للحوار شمال - جنوب، وكذا المجتمع المدني بمدينة مرسيليا الفرنسية نهاية فيفري الماضي. وجاءت فكرة القرية المتوسطية للحوار من خلال المحاضرة التي قدمتها أمينة دباش، الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب»، والتي تطرقت من خلالها إلى "دور الاتصال والإعلام في ترقية الشباب"، مؤكدة أن "العلاقة والجسور التي تمتد بين ضفتي البحر المتوسط، تحمل في طياتها آمالا ومشاريع كثيرة وكبيرة من جهة، كما تواجه عراقيل وعوائق من جهة أخرى، لا يمكن إزاحتها إلا عن طريق تقوية وتعزيز لغة التبادل والحوار بين شعوب الضفتين". وقالت دباش في شرحها لفكرة القرية المتوسطية، إنها يمكن أن تكون فضاءً مصغراً، يضم كل الفئات الممثلة للمجتمعات المدنية والمثقفين والإعلاميين وغيرهم، حيث يمكنهم التحاور حول اهتماماتهم الفردية والمشتركة وربط علاقات فيما بينهم تصبّ في صالح الارتقاء والعيش في ظل التسامح والصداقة والتعاون. واقترحت المتدخلة في محاضرتها، أن "تقام القرية مرة في السنة بالجزائر، تزامناً مع إحياء يوم الحوار المصادف ل26 فيفري من كل سنة"، على تنتقل بين بلدان ضفتي المتوسط. "وسيمكن المشروع من خلق تنقل وتبادل الأفكار بين الجنوب والشمال، وفضاء للإبداع الأدبي والثقافي والمسرحي والإعلامي وغيرها من المجالات التي تهم الشباب بصفة خاصة". وأوضحت أمينة دباش، أن "تجسيد مثل هذا المشروع سيجعل للحوار أرضية مثالية لخلق ديناميكية تبادل وإنجاز لمشاريع شبانية قد تعود بالفائدة على أصحابها وعلى الكثير من الضفتين". ومن المؤكد أن "احتضان الجزائر لأول طبعة للقرية المتوسطية"، تقول من جهتها رئيسة الشبكة الجزائرية للحوار جنوب شمال، ياسمنة طاية "ستساعد على إظهار الوجه الحقيقي للبلاد ولشبابها وطاقاتها البشرية المتعددة". وأضافت قائلة إنه "لابد أن نظهر للأوروبيين وللعالم بأسره الصورة الحقيقية لناس الجنوب ونوضح لهم أنهم ليسوا حتما ب«الحراقة» الذين يحاولون هجرة بلدانهم بل مواطنون لهم الحق في السفر واكتشاف العالم واكتساب التجارب". يمكن، بحسبها، "لوسائل الإعلام أن تلعب دورا هامّا في التحسيس بالوجه الأمثل للجزائر ولشباب الجزائر، فمشروع القرية يرمي إلى جعل العلاقات بين سكان الضفتين إنسانية وأكثر حميمية، وإذاً يعود للإعلام بكل وسائله وحتى الإلكترونية منها وشبكات التواصل الاجتماعي، الترويج لمشاريع شبكة الحوار شمال جنوب ومشاريعها المتعددة".