مباركية حميدة ملازم أول بالمديرية العامة للحماية المدنية، أفضل مثال عن المرأة الشجاعة المثابرة التي لم تتخلّ عن هدفها بسهولة، بل تحدت جميع الصعاب واستمرت في العمل والعطاء في سبيل إسعاف وتقديم يد المساعدة للمواطنين. خضعت مباركية مع زميلاتها من دفعة 2004 - 2003 لتدريبات شاقة لم تضعها في الحسبان ولا تختلف عن التي يقوم بها الرجال، فهو نظام صارم شبه عسكري يملي على المرأة القيام بتمارين رياضية صعبة تهيّئها لمختلف الطوارئ والظروف، كتسلق الجبال والعمارات وتقنيات جديدة تستعمل في إسعاف المواطنين كالتدخل السريع لإطفاء الحرائق والصعود باستعمال الحبل والسباحة. من خلال تجربتها اكتشفت مباركية، أن المرأة التي يقال إنها ضعيفة، قادرة على تحقيق النجاح في مختلف المهام التي توكل لها بعزيمتها وإصرارها الدائم. وفي نفس الوقت، تستطيع أن توفق بين حياتها المهنية والشخصية، فهي متزوجة وأمّ لطفلين، إلا أن زواجها لم يمنعها عن مواصلة عطائها وأداء مهنتها النبيلة، بل ترى مباركية أن العمل عبادة، خاصة إذا كان يهدف إلى إنقاذ حياة المواطنين وتقديم يد المساعدة لهم. أكدت مباركية، أن والدتها كان لها الفضل في التحاقها بالحماية المدنية، فلطالما شجعتها وقدمت لها الدعم الكافي كي تتحدى جميع الصعاب للوصول إلى مبتغاها وأن تكون فاعلة في المجتمع، ورأت فيها جميع المقومات التي تجعلها قادرة على التفوق وإنجاز المهام الموكلة لها على أتم وجه وتحمّل المسؤولية في جميع الأحوال والظروف، ولم تجد أحسن من قطاع الحماية المدنية، باعتبارها تحمل هدفا نبيلا مبنيا على الصدق والإنسانية. ولا تقتصر مهام المرأة في الحماية المدنية عند التدخل السهل والبسيط فقط، إنما أصبحت تعمل في الميدان جنبا إلى جنب مع الرجل، وتعرض نفسها للخطر وهي تؤدي مهام إنقاذ وإسعاف المواطنين، حيث نجدها في شاحنات الإطفاء وسيارات الإسعاف لاسيما جراء حوادث المرور التي أصبحت لا تعد ولا تحصى ومعظم تدخلات الحماية المدنية موجهة لإجلاء ضحايا إرهاب الطرق، زيادة على تسلقها الجبال وصعودها العمارات لإخماد النيران وتوجد أيضا مدربات الكلاب. المرأة الجزائرية، بحسب الملازم الأول، معروفة بقوتها وشجاعتها وعدم استسلامها رغم الظروف الصعبة، فهي مستعدة لتقديم تضحيات من أجل مهنتها وروح الواجب والوصول إلى مبتغاها ودائما نجدها متفوقة كل منها في مجال اختصاصها، وليس غريبا عن الجزائرية تقلدها جميع المناصب السياسية والاقتصادية والأمنية، وفي نفس الوقت لا تتخلى عن مبادئها وأصالتها، فهي تحتاج فقط إلى التشجيع والدعم، مضيفة أن قطاع الحماية المدنية لم يعد حكرا على الرجال إلا في فترة العشرية السوداء أين كانت الظروف صعبة. وأشارت مباركية، إلى أن المرأة رغم طبعها الحساس والإنساني، مقارنة بالرجل، إلا أنه لن يؤثر في مهنتها بل يزيدها نجاحا وصمودا لمواصلة تأدية واجباتها المهنية بكل أمانة وصدق، لاسيما إذا تعلق الأمر بمهنة نبيلة كالحماية المدنية، موضحة أنها تشعر بفرح كبير عند نجاح مهمة إنقاذ وإسعاف المواطنين الذين يلجأون إليهم ويضعون في الحماية المدنية ثقة كبيرة، وهو ما يجعلهم يبذلون قصارى جهدهم لعدم خذلانهم. وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قدمت الملازم الأول حميدة مباركية، تهانيها لجميع نساء الجزائر العاملات والماكثات في البيت، داعية كل فتاة تريد تحقيق حلمها أن لا تتخلى عنه وأن لا تستسلم رغم الظروف الصعبة إلى غاية الوصول إلى المبتغى.