أنقدت، صباح أمس، فرقة الحماية المدنية المختصة في التسلق، رجلا سقط أسفل جسر ملاح سليمان بوسط مدينة قسنطينة، حيث انتشل من منحدر خطير، و ذلك في مناورة تدريبية خطيرة، قام بها عناصر الوحدة الخاصة للتدخل في المناطق الوعرة و المرتفعات. و شهد جسر ملاح سليمان و المعروف «بقنطرة السانسور» الذي يربط بين حي باب القنطرة و شارع العربي بن مهيدي بوسط مدينة قسنطينة، مناورة إنقاذ نفذتها بنجاح فرقة التسلق التابعة لمصالح الحماية المدنية، حيث حضرنا أطوار العملية التي تمثلت في انتشال رجل على قيد الحياة و نقله إلى المستشفى، بعد أن سقط من أعلى الجسر على ارتفاع كبير، حيث استقر وسط الأعشاب الكثيفة. بعد نزول العون المتطوع لتمثيل دور الضحية إلى أسفل الجسر باستخدام الحبال، بدأ عمل الفرقة المتكونة من 7 أفراد يقودهم الملازم الأول عزوق منير، حيث تم نصب العتاد الخاص و نزل عنصران إلى موقع تواجد الضحية، و قاما مباشرة بتثبيته على نقالة، تم ربطها بالحبال، فيما قام بقية عناصر الفرقة المتواجدين فوق الجسر، برفع الضحية باستخدام آلة جر، ليتم نقله مباشرة إلى المستشفى بعد وصوله لأعلى الجسر. المناورة استقطبت فضول المواطنين الذين حاولوا متابعة أطوارها، ظنا منهم أنها عملية إنقاذ حقيقية، خاصة أن الصرامة و التركيز كانا ظاهرين على وجوه الأعوان، فيما شكل التوافد الكبير على المارة بعض الصعوبة في عمل الفرقة خاصة أن الجسر ضيق و يشهد حركية كبيرة، ما اضطر بعض الأعوان للتدخل من أجل الحرص على سلامة المواطنين و منعهم من الاقتراب من حافة الجسر.قائد فرقة التسلق، أكد بأن هذه الطريقة تستخدم في الحالات الحقيقية، من أجل انتشال الضحايا سواء كانوا مصابين أو متوفين، و الملاحظ أن الأعوان يستخدمون تقنيات خطيرة في التسلق بالحبال، مخاطرين بحياتهم، خاصة أن الظروف الطبيعية جد صعبة، فالارتفاع شاهق و الرياح قوية جدا أسفل الجسر، وسط أخدود وادي الرمال، كما أن الصخور زلقة و تجري عليها المياه، حيث لاحظنا توفر الفرقة على عتاد خاص من آلات بعضها ميكانيكي، و حبال و غيرها، قال الملازم الأول بأنه عتاد خاص، تستعمله فرق التسلق في العالم بأكمله. و حسب المعلومات التي أكدها قائد الفرقة، فإن مصالح الحماية المدنية تتوفر على 27 عنصرا مؤهلا على التسلق و التدخل في المناطق الوعرة و المرتفعات، يحوزون على تكوين من 3 مستويات، فالعناصر المكونون في المستوى الأول يتقنون فقط تقنية الحبال، فيما يمكن للأعوان الحائزين على المستوى الثاني، المشاركة في عملية الإنقاذ من خلال التحكم في العتاد، أما أعوان المستوى الثالث فمهمتهم التحكم في جميع التقنيات، كما أن لديهم القدرة على التكوين. للإشارة فإن المناورة أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية الموافق ليوم 1 مارس، و ذلك تحت شعار «التكنولوجيات الحديثة للمعلومات»، كما تم تنظيم أبواب مفتوحة على مستوى معظم وحدات الحماية المدنية، باستثناء الوحدات البعيدة عن الجمهور، كما يتم تنظيم حملات تحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية و بالإقامات الجامعية.