اعتبرت، الدكتورة لوريي براند، أستاذة بجامعة جنوب كالفورنيا الأمريكية، أن أهم التجارب السياسية والإنتخابية تتواجد بمنطقة المغرب العربي، واصفة التجربة الجزائرية بالأقدم والتي تستحق الدراسة والمتابعة، ولم تخف التأثير الخطير للمال على الإستحقاقات الإنتخابية الأمريكية بسبب الآثارالسلبية التي سوف تنعكس مستقبلا على المشهد الديمقراطي . وبالموازاة مع ذلك، أكدت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية فقدت الكثير من شرعيتها عند الحديث عن حقوق الإنسان في إشارة منها إلى ما حدث في العراق وأفغانستان، جاهرة بتشاؤمها من مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل بؤر النزاع المنتشرة، وكذا في إمكانية تغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية مستقبلا . قامت الدكتورة لوريي براند، في حوار خصت به ''الشعب'' بتشريح واقع الجاليات المهاجرة ومدى مشاركتها في المواعيد الإنتخابية تتصدرها التجربة الجزائرية، وأثارت أبعاد السياسة الأمريكية الخارجية في ظل حكم الرئيس السابق جورج بوش في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص . ؟ الشعب: لماذا وقع اختيارك على الجاليات المهاجرة والإنتخابات، وما هو رأيك في التجربة الجزائرية؟ ؟؟ الدكتورة لوريي براند: على اعتبار غياب دراسات في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط تتناول هذا الموضوع الذي يكتسي أهمية، وأعتقد أن دراستي الوحيدة التي تعالج هذا الموضوع في المنطقة، بهدف إضافةأمور جديدة فيما يتعلق بالفرص التي يعطى فيها حق التصويت في الدول للجالية المهاجرة. وأرى أن التجربة الإنتخابية الجزائرية تعد من أقدم التجارب في العالم الثالث، وبصورة عامة نصنف تجارب منطقة المغرب العربي ضمن أقدم وأوسع من حيث المشاركة الإنتخابية، حيث أشركت الجزائر جاليتها في الإنتخابات سنة 1976 ، وبعد ذلك صارت تمكن هذه الجالية من التواجد في مجالسها المنتخبة على غرار البرلمان، بينما في المغرب حدث ذلك ولمرة واحدة في سنة ,1984 ولم يتكرر تمثيل الجالية المهاجرة مرة أخرى . ولا أخفي عليك أن مسألة تنشيط المرشحين الجزائريين لحملات إنتخابية في المهجر وأمام الجالية المهاجرة يعد أمرا استثنائيا ومهما جدا شدني كثيرا. ؟ ما هي الدوافع الجوهرية التي تدفع الدول لإشراك جاليتها، وهل يأتي ذلك حرصا منها على تكريس هامش أوسع من الديمقراطية على اعتبار أنه يطلق على بعض هذه الدول أنها غير ديمقراطية؟ ؟؟ يمكن أن أجزم أن بعض الدول تلجأ لذلك من أجل التمويه بأنها دول ديمقراطية، فتختار وقتا معينا دون وقت آخر، وفي هذه الحالة، المواطن المهاجر يشعر بأن المشاركة أمر إجباري وليس فرصة يعبر فيها عن رأيه لتجسيد انشغالاته وأولوياته في المستقبل . وتتلخص دوافع الأنظمة في عدة احتمالات تتصدرها محاولة المحافظة على الإنتماء الوطني للدولة أو جزء من عملية بناء من هذا الإحساس بالإنتماء أو جزء من شرعية النظام أو محاولة النظام إعادة بناء الشعور بالإنتماء. وآخر احتمال ذا طابع إقتصادي يتمحور حول إدخال الموارد بالعملة الصعبة. ؟ ما رأيك في المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة العربية؟ ؟؟ المواطن العربي في حاجة إلى تطور لتوسيع الهامش الديمقراطي واحترام الكثير من هذه الحقوق، والمشاركة السياسية واحدة من هذه الحقوق، لأنه يمكن أن تتجسد المشاركة السياسية، لكن لا يكون لها أي تأثير، على اعتبار أنه في هذه الدول، النتيجة تعرف مسبقا، وأعتقد أن المشاركة وحدها غير كافية، ولكن عندما تكون مبنية على إمكانية التغيير هذا ما يفترض الوصول إليه من خلال هذه المشاركات للجالية المهاجرة . ومازالت الكثير من الأنظمة في المنطقة العربية تسلطية ودكتاتورية وتوجد البعض أقل تسلط. ؟ هل ترين أن التجربة الأمريكية النموذج الفعلي للديمقراطية؟ ؟؟ التجربة الأمريكية تحمل مزايا وعيوبا، والمشكلة المطروحة والمخيفة تأثير المال على الحملات الإنتخابية والسياسة، لأن المال صار يلعب دورا خطيرا، وربما قد يتسبب مستقبلا في إفقاد النظام من الديمقراطية . ؟ ما هو موقفك من الرؤية الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط التي طرحها الرئيس السابق جورج بوش؟ ؟؟ الرئيس السابق جورج بوش خسر آخر إنتخابات وتراجع أنصاره، لكن نفوذهم مازال موجودا، وهناك بعض الأشخاص يظنون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها القوة والإمكانيات لكي تغير الأنظمة الدكتاتورية وغير الديمقراطية، وأعتقد أن هذا الأمر خطير، وليس من المفروض أن يكون أساس سياستنا الخارجية. وأقر بأن أمريكا في عهدة حكم بوش فقدت الكثير من شرعيتها في العالم عندما تود التحدث عن حقوق الإنسان، وعندما استهدفت إدارة بوش منطقة الشرق الأوسط بهدف تجسيد فكرة تغيير المنطقة، أسفر الأمر عن مأساة في العراق وأفغنستان، وهناك مجموعة من الإطارات في إدارة بوش كانت لديهم مشاريع ينوون تنفيذها بعد محطة العراق لتغيير الأنظمة في كل من سوريا وإيران..و..و .. رغم أن أسس السياسة الخارجية الأمريكية ليس من المفروض أن تستهدف تغيير الأنظمة في الخارج، لأن الرغبة في تغيير الأنظمة حسب إعتقادي اللجوء إلى المفاوضات وليس للقوة، لأن تبني المفاوضات دليل على قوة الأنظمة. ؟ على ذكرك للسياسة الخارجية، ما رأيك في الدبلوماسية الجزائرية التي ساهمت في تسوية العديد من النزاعات التي نشبت بين دول شقيقة ومجاورة لها؟ ؟؟ يعترف للجزائر بدورها الدبلوماسي الفاعل كوسيط مفاوض بين أطراف متنازعة، حيث لعبت دورا مهما في العديد من المفاوضات المثمرة بحل النزاعات وحقن الدماء. ؟ كيف تتوقعين مستقبل منطقة الشرق الأوسط الملغم ببؤر التوتر المرشحة للتوسع أكثر؟ ؟؟ لا أخف عليك، أنا متشائمة رغم أنني أرغب في أن أكون متفائلة، وتشاؤمي لا يخص المنطقة فقط، بل حتى فيما يتعلق ببلدي.