اعتبر الخبير عبد الرحمان مبتول أن إفريقيا لن تكون سوى ما يريده لها الأفارقة، موضحا أنه بدون تحقيق اندماج واسع يقوم على اقتصاد المعرفة لا يمكن للقارة السمراء أن تنجز أهداف النهوض الاقتصادي في ظل تحول العالم إلى بيت من زجاج نتيجة الثورة الرقمية والتكنولوجيات الجديدة. بعد أن دعا في تحليله لظاهرة البطالة والتشغيل إلى اعتماد استراتيجيات ملائمة وفقا لمسار إصلاحات هيكلية يرتكز على اتباع خطاب صريح للمجتمعات، أشار إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر في الاستثمار بموارد مالية عمومية، مبرزا أن المخرج يكمن في اقتصاد خارج المحروقات بالنظر للمؤشرات الراهنة التي تشير إلى عدم القدرة على تحمل التبعية للمحروقات. وتوقع أن بلوغ هدف التصدير إلى إفريقيا يمكن أن ينجز في آفاق 2022/2020 أي إلى حين استكمال حلقات النموذج الاقتصادي الجديد للنمو الذي يؤسس لاقتصاد بديل ضمن توجه جديد للإصلاحات المطلوبة مثلما طلبه الرئيس بوتفليقة من الحكومة ترتكز في الجوهر على معادلة الفعالية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، التي توفر المناخ الملائم لتجنيد المجتمع حول النمو خارج المحروقات. وأشار إلى تغيرات معدلات البطالة التي بعد أن تراجعت إلى 10,5 بالمائة في 2016، يرشح أن ترتفع وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي إلى أكثر من 13 بالمائة في سنة 2018، مما يستدعي الرفع من وتيرة أجهزة التشغيل المختلفة التي طالب بإخضاعها للتقييم، موضحا أن الجزائر لا تعاني من أزمة مالية في المدى القصير وظروفها اليوم ليست شبيهة بظروف أزمة 1986 إنما التحدي يكمن في كيفية تحويل احتياطي العملة الصعبة المقدر ب 109 ملايير دولار إلى ثروة حقيقية من خلال الاستثمار الإنتاجي خاصة في ظل زوال التمييز بين المؤسسات العمومية والخاصة. وخلص مبتول إلى أن المطلوب إعادة توجيه السياسة الاقتصادية والاجتماعية مع حوكمة أكثر ومكافحة للفساد ضمن إطار أخلقة الحياة العمومية، مبرزا مدى الأهمية التي تلعبها الجزائر كعنصر استقرار في المنطقة وإفريقيا.