نغزة: الجزائر حققت نتائج جيدة منذ مباشرة الرئيس بوتفليقة سياسة المصالحة الحوار الاجتماعي ضمن إطار الثلاثية مرجع لإفريقيا تشكل ندوة التشغيل في إفريقيا محطة لتجديد الإرادة في مكافحة البطالة في ظل مؤشرات تنذر بتفاقم الظاهرة إذا لم تتحسن وتيرة الاستثمار المنتج للثروة بما توفره من فرص للعمل خاصة لفائدة الشباب من حملة الشهادات الجامعية الذين يطمحون لحياة كريمة. ويشكل الموضوع جوهر الندوة التي تحتضنها الجزائر، منذ أمس، بمشاركة المتدخلين في عالم الشغل إلى جانب خبراء من أجل صياغة محاور تطبيق توصيات الكتاب الأبيض للتشغيل في القارة السمراء. أبرزت رئيسة الكنفديرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة، في افتتاح ندوة تنفيذ الكتاب الأبيض للتشغيل في إفريقيا أمس، أهم الأسباب وراء ظاهرة البطالة وتناميها في القارة السمراء وهي تصدير المواد الأولية الخام وضعف القطاع الخاص وتدني التعليم وعدم ارتباطه بسوق العمل وانعدام البنية التحتية إلى جانب ضعف المعلومات. وأوضحت أمام أعضاء الندوة التي تدوم يومين وتمهد للقمة من أجل التشغيل والكفاءات للجنة العمل والشؤون الاجتماعية للاتحاد الإفريقي أن الجزائر حققت نتائج جيدة في مكافحة البطالة منذ أن باشر الرئيس بوتفليقة سياسة المصالحة الوطنية وإنهاء العشرية السوداء ومن ثمة توفير البيئة الملائمة لتنمية التشغيل. وأشارت إلى أن إحداث وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إلى جانب وكالات متخصصة مثل أونساج وتسيير القرض المصغر وتأسيس مرصد للتشغيل ومكافحة الفقر يؤكد مدى الأهمية التي توليها الجزائر لمكافحة البطالة عن طريق النمو. وبعد أن أبرزت أهمية قطاعات الفلاحة والسياحة إلى جانب الصناعة كفروع اقتصادية يرتكز عليها مسعى التصدي للبطالة كونها مجالات توفر فرص العمل وديموتها، أكدت نغزة الدور الإيجابي للحوار الاجتماعي من خلال إطار الثلاثية التي تعتبر مرجعا يمكن لإفريقيا أن تستفيد منها. الغازي: النمودج الجديد للنمو ثمرة الحوار وأكد وزير العمل والتشغيل الغازي في كلمته ممثلا للوزير الأول، أن الحوار الاجتماعي تحول إلى قاعدة تجسدها لقاءات الثلاثية المنتظمة ويكرسه العقد الاقتصادي والاجتماعي المتوصل إليه في سنة 2016، مشيرا إلى أن الدورة الثانية للجنة الإفريقية للتشغيل تتناول بالبحث مسائل تنمية التشغيل وترقية التنمية الشاملة ومناخ الأعمال والمقاولاتية باتجاه مواصلة الرفع من وتيرة الحد من البطالة. واعتبر النمودج الجديد للنمو ثمرة هذا المناخ السائد في ظل الحوار ويقود من خلال الاستثمار الإنتاجي والتكوين والمبادرة المقاولاتية إلى إدماج الشباب بالأخص في عالم الشغل. تطبيق توصيات الكتاب الأبيض غير ممكن بدون النقابات وحذر ممثل مؤسسة جوبز فور أفريكا(الشغل لإفريقيا) جمال بلحرش البلدان الإفريقية من تزايد مشاكل التشغيل هذه السنة (2017) بفعل اتساع نطاق الثورة الصناعية الرابعة (الثورة الرقمية) التي كما أوضح تدمر 50 بالمائة من مناصب العمل التقليدية، مشيرا إلى تداعيات إدخال الرقمنة والروبوتيك، مما يستدعي الإسراع في ضبط السياسات الخاصة بالتشغيل بمساهمة الحكومات والنقابات وأصحاب العمل الذين يحتاجون إلى توفير مناخ ملائم. وأكد أن تطبيق توصيات الكتاب الأبيض غير ممكن بدون مساهمة النقابات في ذلك والتي خارجها لا يمكن أيضا إنجاز الإصلاحات الهيكيلية.