ترفع ورفض المناضل عبد الحميد مهري الخوض في كواليس الزوبعة الإعلامية المصرية التي تكالبت على الثورة ورموزالجزائريين في أعقاب إنتصار المنتخب الوطني بالسودان وتأهلهم لمونديال جنوب إفريقيا 2010 على حساب الفريق الوطني وأكد أمس بمنتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بفوروم المجاهد أن الدرس الذي نستخلصه ونؤكده أن تحرير الجزائر تحقق بدماء أبناؤها الجزائريين وتضحياتهم المتواصلة ضد الإستعمار الفرنسي وأن مصر قدمت الدعم المادي والسياسي للثورة الجزائرية كغيرها من باقي الدول العربية مثل سوريا العراق والكتلة الشرقية والصين. وأشار أن الدعم العربي لم يكن بالقوة والضخامة الكبيرة بالنظر لإمكانيات الدول العربية في تلك المرحلة التي حسبه "ليس بإمكانها تقديم أكثر مما تقدر " في إشارة إلى مستوى وقوة مساندة قوى الحلف الأطلسي وباقي القوى العظمى لفرنسا وأشار أن انتقال مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة التي أعلن عن تأسيسها بالقاهرة في 19 سبتمبر 1958 نحو تونس هو قرار عملي و سيد لقيادة الثورة ليكون قريبا من الأراضي الجزائرية لتسيير الثورة عن قرب ونفى أن يكون تحت ضغط مصري أو تونسي وتناول المناضل عبد الحميد مهري في مداخلته القيمة " مؤسسات الثورة الجزائرية " الوضع العام للجزائر قبيل إندلاع الثورة 1954 وأهم الخصائص السياسية والإجتماعية وأوضح أن الإستعمار الفرنسي عمد إلى تحطيم كل هياكل الدولة الجزائرية ومؤسساتها بعد إحتلاله للجزائر1830 وإستأصالها للنخبة الجزائرية مشيرا إلى حركة الثورات الشعبية المتواصلة في مختلف المناطق رفضا للإحتلال وما إنجر عنه من تقتيل للجزائريين و بالتالي كان المجتمع الجزائري مفكك بدون هياكل للدولة وتشتت نخبته وموروثه السياسي وهو ما ولد روح المقاومة لدى الشعب الجزائري . واستعرض المناضل عبد الحميد مهري مراحل دقيقة منة ميلاد الوعي الوطني من خلال الأحزاب والتشكيلات السياسية ومنها نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري والمنظمة الخاصة التي كانت النواة واللبنة الأولى لبناء مؤسسات الثورة الجزائرية ثم مبادرة بها القادة التاريخيين ال22 ومجموعة الستة مؤطرا مشاكل ومناخ الوضع السياسي الجزائري وبالخصوص داخل حزب الشعب بعد الخطوات التي أعلنها القادة بعد السرية من خلال اللجنة الثورية للوحدة والعمل وتناول مهري مؤتمر الصومام 1956 الذي شكل خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء مؤسسات الدولة الجزائرية باعتباره تجسيد لروح بيان 1 نوفمبر 1954 وانبثقت عنه مؤسسات قامت على رصيد سياسي ناضج على المستوين الداخلي والخارجي منها المجلس الوطني للثورة ولجنة التنسيق والتنفيذ. وبالتالي مهدت مؤسسات الثورة عمليا الانتقال إلى مؤسسات الدولة الكاملة وعلى المستوى الدولي من خلال الديبلوماسية وتأسف المناضل مهري إلى الصمت الرسمي والتهميش لتاريخ نشوء الدولة الجزائرية التي ولدت في رحم الثورة في 19 مارس 1958 وعدم الاحتفال بها بدل يوم 19 مارس وتناول أيضا إشكالية تكييف مصطلح الدولة للتجربة الجزائرية خاصة وأن الدولة الجزائرية حطمت بعد 1830 وحلت مؤسساتها ودعا في مقابل دلك عدم تخوين قادة الثورة والأخطاء والتجاوزات والتصفيات التي وقعت في سياقها حتى لاتؤثر على الجيل الجديد ولابد من الشجاعة لمواجهة تجربة الثورة ودعا في الختام المؤرخين والمثقفين الجزائريين إلى إضاءة الثورة بصورة علمية وأكاديمية لأنه لا توجد في ثورتنا ما نستحي به .