اختارت الأحزاب السياسية المشاركة في التشريعيات، ولاية الجزائر، آخر محطة للحملة الانتخابية، نظرا للوعاء الانتخابي الكبير الذي يميزها عن باقي ولايات الجمهورية، في حين تسجل الحملة يومها التاسع عشر، اليوم، مع تغير خطاب قادة الأحزاب الذي ميزته الدعوة إلى الوحدة والاستقرار، لاستمالة أكبر للناخبين ودفعهم للتعبير عن أصواتهم بكل الطرق. تغيرت لهجة الخطاب الذي اعتمده قادة التشكيلات السياسية المشاركة في انتخابات الرابع ماي، بعد أن عرفت في بعض الأحيان من الأيام الأولى عبارات تقلل من شأن الأحزاب المنافسة، لكن حدة التوتر تراجعت قبل يومين من اختتام الحملة التي اختارت أغلب الأحزاب العاصمة آخر محطة لها. عرفت الحملة الانتخابية في أيامها الأولى منافسة شديدة بين الأحزاب السياسية، التي تسعى لاستمالة أكبر عدد من الناخبين في انتخابات تراهن الدولة على نجاحها بتسخير كل الإمكانات، سواء المادية أو البشرية، كان أبرزها تنصيب الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات. تحولات خطاب الحملة قبل يومين من خاتمتها، يؤكد على أهمية الاستحقاق سواء بالنسبة لأحزاب الموالاة أو المعارضة، هذه الأخيرة التي انتهجت حملات تدعو إلى حماية الجزائر من المخططات البائسة التي تنسج خيوطها في بيوت الأعداء، على حد تعبير خبراء السياسة. انحصرت استمالة الناخبين هذه الأيام في الدعوة إلى وحدة الصف والمشاركة الواسعة يوم الرابع ماي، حيث تراجعت بنسبة قليلة خطابات الوعود بتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي وكذا وعود البرامج الاجتماعية التي طبعت المرحلة الأولى من الحملة، لتحل محلها دعوات المشاركة والتعبير عن الرأي، ولو بالورقة البيضاء التي اعتبروها دليلا عن وعي الناخب ومدى تمسّكه بموقفه الحر. الظروف التي تخيم على المشهد السياسي الوطني بشكل عام، وعلى الانتخابات التشريعية التي تمثل جزءاً من هذا المشهد بشكل خاص، توحي بأن قادة الأحزاب يدركون تماما الظروف الخارجية للمشهد السياسي الذي يعرف تحولات على مختلف الجبهات، الأمر الذي يؤدي إلى انتهاج خطاب الوحدة والاستقرار. في هذا الإطار، اختارت أغلب الأحزاب السياسية المشاركة ولاية الجزائر، آخر محطة لها في الحملة الانتخابية التي تختتم، الأسبوع المقبل، نظرا، بحسب المتابعين، للوعاء الانتخابي الكبير الذي تراهن كل التشكيلات على استمالته قبل ثلاثة أيام من يوم الاقتراع وفقا لما يقره قانون الانتخابات الذي ينص على نهاية الحملة قبل ثلاثة أيام عن يوم الاقتراع. بخصوص برنامج الأحزاب الخاص بتنشيط التجمعات الشعبية بالعاصمة، اختار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، غدا الجمعة، لتنظيم تجمع شعبي بقاعة حرشة حسان، في حين اختار «الأفلان» تنظيم آخر تجمع له بالقاعة البيضوية يوم 29 أبريل. وبحسب برامج 17 قائمة بولاية الجزائر، سيتم عقد التجمعات الأخيرة يوما قبل الموعد النهائي لاختتام الحملة، في حين فضلت بعض الأحزاب تنظيم ندوات صحفية لعرض حصيلة الحملة التي دامت 21 يوما جاب خلالها قادة الأحزاب معظم أنحاء الجزائر العميقة. ولضمان نزاهة وشفافية الموعد الانتخابي لاختيار نواب الشعب في الغرفة الثانية للبرلمان، لجأت السلطات في البلاد إلى دعوة ملاحظين دوليين، لمتابعة العملية من بدايتها إلى غاية الإعلان عن النتائج، حيث تضم ملاحظين من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي. وللوقوف على ظروف عمل الملاحظين، قامت «الشعب» بزيارة إلى مكاتب الملاحظين المتواجدة بفندق الأوراسي بالعاصمة، حيث وفرت الدولة كل الإمكانات للمراقبين، لاسيما وسائل الاتصال الحديثة ووسائل النقل. ولدى محاولتنا التحدث إلى بعثة الاتحاد الإفريقي، قيل لنا إن نظام العمل يمنع أفراد البعثات من التصريحات الإعلامية لتفادي التأويل.