نضال بطولي من أجل الحرية والاستقلال خاضه شباب أكد المجاهد الناير قدور المحكوم عليه بالإعدام في تصريح حصري ل«الشعب” بوهران، أن الاستعمار الفرنسي للجزائر بقساوته وجرائمه لم يتمكن من هزم الشعب الجزائري الذي بقي صامدا ومقاوما لأكبر قوة استعمارية في التاريخ على مدى 132 سنة من الاحتلال. قال النّاير بصفته مناضلا بجبهة التحرير الوطني بمناسبة ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 إن فرنسا الاستعمارية فرضت التجهيل على عامة الشعب الجزائري، وحاولت دائما طمس معالم هويته وانتمائه .لكنها لم تنجح في مشروعها الاستيطاني.” نحن شباب الأمس وقفنا لها بالمرصاد وأخذنا حريتنا، بعد 132 سنة من مشاهد القتل والتعذيب ومن الاستبداد ومصارع الاستعباد”، قال المجاهد بنبرة تحدي. وتابع موضحا أنّ وهران التي تكتسي رمزية ثورية كبيرة بالجزائر كغيرها من المدن الجزائرية ذاقت مرارة الاحتلال والقتل والتشريد وسلب الحرية وكل أشكال الباطل وساهمت بقوّة في التأسيس لقواعد جديدة للعمل المقاوم، لافتا إلا أنّه ما زال يذكر العملية الفدائية البطولية التي قام بها داخل مطعم خاص بالعسكر الفرنسي، كان يحمل اسم “قريقي” الكائن مقره آنذاك بحي العربي بن مهيدي وسط مدينة الباهية. أوضح المجاهد أنّ هذه العملية البطولية، خطط لها قائد فرقة الفدائيين لوهران، التابعة لجبهة التحرير الوطني، الشهيد “الرومية علي” تحت إشراف “الافلان” التي اختارت هذا المطعم لتنفيذ التفجير، لعدة أسباب أبرزها “أنه كان يحول ليلا إلى وكرا للرذيلة والفساد، ناهيك عن القتل وسفك الدماء والتنكيل “. وعاد المجاهد إلى أولى خطوات النضال قائلا إنه رفع التحدي رغم صغر سنه آنذاك وعلمه المسبق بالخطر الذي يداهمه، بعدما أكد له الفدائي الرومية أنه معرض للموت بنسبة 75 بالمائة، وهو يمسك بقنبلة يدوية نزع عنها غطائها وسلاح بعيار7.65 يبحث عن منفذ لولوج المطعم الذي كان مملوءا عن آخره ومركبات الجيش الفرنسي مصطفة بمدخله إلى أن تمكّن من تنفيذ هذه العملية بتاريخ 21 نوفمبر 1957 على الساعة 17:30 اعتبر المجاهد العملية الفدائية من أخطر العمليات التي نفذها والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 35 فرنسيا وعديد الجرحى، ضمن أكثر من خمسة عمليات فدائية قام بها، داعيا في الختام إلى نفض الغبار عن تاريخ وهران وكتابته وتثمينه، لما تكتسيه من رمزية ثورية، حيث ضحت المدينة لوحدها بأكثر من 1400 شهيد، ناهيك عن الجرحى والمعطوبين الذين خرجوا جميعا من رحم هذه االثورة وإنجازاتها التي تستلهم منها الشعوب وحركات التحرر في العالم تجربتها.