العمليات الفدائية بفرنسا تجسّد استراتيجية نقل الثورة إلى أرض العدو أكد المجاهد محمد بن صدّوق أن العمليات الفدائية التي كان ينفّذها فدائيو جبهة التحرير الوطني بإقليم فرنسا إبان ثورة التحرير المجيدة، كانت بمثابة المسؤولية الكبرى لقيادة الثورة في محاولة منها لتجسيد استراتيجية نقل المعركة إلى أرض العدو وفتح جبهة ثانية بفرنسا. وأوضح المجاهد بن صدوق في ندوة صحفية نشطها، أمس، بمنتدى جريدة "المجاهد" في إطار منتدى الذاكرة بمبادرة جمعية الشهيد، تناولت العمليات الفدائية ابان الثورة بفرنسا، بحضور شخصيات ثورية ووطنية، أن سلسلة العمليات الفدائية التي استهدفت المصالح الفرنسية في عقر دارها كانت بمثابة رسائل قويّة للإدارة الاستعمارية بأن جبهة التحرير الوطني في ممثلها بالخارج (فدرالية فرنسا) قادرة على نقل الثورة المسلحة إلى قلب التراب الفرنسي وفتح جبهة نضالية ثانية قادرة على ضرب واستهداف مختلف المصالح والهيئات الفرنسية الحساسة. وأضاف بن صدّوق -(صاحب العملية الفدائية بملعب كولومب بفرنسا التي استهدفت الخائن علي شكّال)- أن هذه الاستراتيجية الجديدة للجبهة القائمة على نقل الثورة إلى بلد المستعمر، ساهمت بشكل كبير في إقناع الرأي العام الأوربي والدولي بعزم الشعب الجزائري على التحرّر والاستقلال. معتبرا أن هذه الأعمال أخافت بشكل كبير السلطات الاستعمارية، الأمر الذي دفعها إلى تضييق الخناق على نشطاء الجبهة وتكثيف نشاطها الاستخباراتي ضد فدرالية فرنسا. وقال إن "الأوضاع المشحونة التي كانت تعيشها العاصمة الفرنسية باريس في تلك الفترة كانت محل متابعة من قبل الرأي العام الدولي والأممي، الأمر الذي دفع السلطات الاستعمارية إلى ملاحقة فدائيي الجبهة والزج بهم في السجون الفرنسية". ومن جهة أخرى، تحدّث المحاضر مطولا عن العملية الفدائية التي نفّذها بملعب كولمب بفرنسا على إثر تصفيته للخائن علي شكّال يوم 26 ماي 1957 والحيثيات التي عرفها التحضير لهذه العملية التي كانت محطة تاريخية حاسمة في حياة الرجل -على حد تعبيره-. وأوضح في هذا الإطار، أنه كان يدرك تمام الادارك العواقب التي تنتظره بعد تنفيذه لهذه العملية، مضيفا أنّ قيامه بهذا العمل كلّفه 5 سنوات سجنا نافذا قضاها متنقلا بين مختلف السجون الفرنسية بدءا بسجن "فران" وانتهاء إلى"لامبيز" بتازولت في ماي 1962 أي بعد وقف إطلاق النار بحوالي شهرين. وقال المجاهد بن صدوق في هذا الشأن "إنه كان في غمرة الفخر والاعتزاز لما قام به في إطار هذه العملية الفدائية. لاسيما عند اعتقاله من قبل قوات الحرس الجمهوري الفرنسي.."، مبديا سعادته الكبيرة آنذاك بالواجب الذي قام به في سبيل استقلال الجزائر وتصفية صفوف جيش وجبهة التحرير الوطني من الخونة والعملاء. وللاشارة، قامت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع إدارة تحرير جريدة "المجاهد" بتكريم المجاهد محمد بن صدوق نظير جهوده وتضحياته الجبارة في خدمة ثورة التحرير المجيدة بالمهجر في سبيل نيل الحرية والاستقلال.