احتفلت، أمس، جريدة ''الشعب'' بالذكرى ال 47 لإنشائها حيث تم تكريم العديد من المسؤولين والعاملين بالجريدة وكانت المناسبة وقفة للترحم على من قضى نحبه ومحطة لتكريم ممن مازالوا على قيد الحياة . ويعتبر الذين فقدوا من عائلة ''الشعب'' من الذين أدوا واجبهم على أكمل وجه فقد تكون الأمراض التي فتكت بهم نتيجة العمل المضني وافتقادهم لشروط العمل المريحة، فمعظم الذين لم يقتلهم الإرهاب ماتوا بالأمراض المزمنة حيث لم يتمتعوا بتقاعدهم سوى بضع سنين ليغادرونا إلى الأبد. وقد تألق هولاء الذين رحلوا عنا في السنوات الذهبية لجريدة ''الشعب'' التي كانت الرقم واحد طيلة ال 30 سنة قبل انفتاح الساحة الإعلامية والتي استفادت كلها دون استثناء من جريدة ''الشعب'' التي صدرت الموارد البشرية لإنشاء الصحف الخاصة التي تعتبر الرائدة حاليا على الساحة الإعلامية. وكانت فرصة الاحتفال محطة للوقوف على مكانة الإعلام العمومي في المجتمع وفي مختلف الجوانب الحياتية للدولة، فهذا الإعلام الذي يناضل من أجل الاعتدال والمصلحة العليا للوطن وخدمة الصالح العام يتعرض لتحرشات كبيرة من قبل البعض الدخيل على الصحافة، وطالب في العديد من المرات بالتخلص منه وإدخاله المتحف وهي المؤامرات التي لا نفهم مصدرها والأهداف المتوخاة منها. ومع مرور الوقت أظهرت الممارسة الإعلامية نقائص كبيرة على مستوى الصحافة الخاصة التي وصلت بالبعض منها إلى ارتكاب أخطاء جسيمة أساءت كثيرا لسمعة الجزائر وكذا للأسرة الإعلامية بصفة عامة حيث يتسبب جهل العديد من الصحفيين بأخلاقيات المهنة في تجاوز الخطوط الحمراء للممارسة الإعلامية والحكم على الصحافة العمومية بالفشل وغيرها من الأحكام المسيئة للأسرة العمومية. للتاريخ فقط نذكر بأن الصحافة العمومية تعمل وفقا لمرجعية وهي الخط السياسي للدولة الجزائرية مع مراعاة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تحدث بالعالم، لكن مع تبني انتقاد بناء ينتقد الأفكار والمشاريع دون الحكم على الأشخاص ودون الإساءة للأشخاص والعائلات لأن الحكم على الأفراد ليس من اختصاص الصحافة وعلى كل صحفي يكتب من أجل أخذ مكان العدالة فنقول له يجب أن يراجع قانون الإعلام وأخلاقيات المهنة التي تؤكد على ضرورة التزام الموضوعية والحياد في نقل المعلومات وعدم تسخير ما هو ملك للمجتمع لخدمة أغراض شخصية وهو حال جل الصحف الخاصة اليوم. وتملك الصحافة العمومية مكانة هامة لدى مختلف التمثيليات الدبلوماسية ببلادنا وكذا العديد من المنظمات والهيئات الدولية بالنظر لطابعها الرسمي ونقلها للحقيقة عن مختلف الملفات وحتى ولو كانت مرة في بعض الأحيان، فمسؤوليتنا تجاه المجتمع والدولة وقول الحقيقة جعلت الكثير يتذمر من توجه الجريدة التي تفتخر بأنها على خط سياسي واحد ما جعلها تصمد أمام الهزات التي كشفت العديد من الصحف التي حاولت تبني خط حر بين قوسين وانكشف أمرها ما جعل الجميع يكتشفون الأهداف الهدامة لبعض وسائل الإعلام للأسف. وأيقن الجميع أن الذين ضحوا بأنفسهم في العشرية الدموية من أجل تمكين حرية الصحافة والتعبير الوصول إلينا أن هؤلاء أدوا واجبهم على أكمل وجه حيث فضلوا البقاء في الوطن ومحاربة الإرهاب بالقلم بدلا من السفر إلى الخارج والتمتع بالحياة في مشارق الأرض ومغاربها لا لشيء سوى لأن هؤلاء كانوا يحملون رسالة وقناعة وهو ما يجب أن نقتدي به اليوم لأن الصحافة باتت للأسف وكرا لبعض الأوباش الذين يحتمون وراء المؤسسات الإعلامية لتحقيق مآرب ضيقة وهو الأمر الذي أساء كثيرا لمهنة الصحافة. وعليه، فالصحافة العمومية التي حافظت على توجهها وخطها السياسي وبالرغم من بعض النقائص التي تعاني منها إلا أنها تفتخر بما تقوم به من عمل لفائدة المجتمع والدولة وجميع القضايا العادلة في العالم.