تصاعدت الأصوات المنددة والمتضامنة مع القضية الصحراوية، خلال الندوة الدولية للمدن المتوأمة والمتضامنة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي أقيمت أمس بالجزائر العاصمة، وتجددت المطالب لإقناع الحكومة المغربية للعدول عن انتهاج سياسة الغطرسة تجاه المواطنين الصحراويين، والتي اشتدت مؤخرا لا سيما منذ اعتقال سبعة نشطاء حقوقيين صحراويين وتجريد آخرين من وثائقهم ومنعهم من السفر، والأكثر من ذلك نفي المناضلة الحقوقية اميناتو حيدر لأنها كتبت في ورقة الدخول إلى مطار العيون عبارة الصحراء الغربية وهو الاسم الرسمي لبلدها حسب القانون الدولي. أكد السيد عبد القادر طالب عمر الوزير الأول لدى الجمهورية العربية الصحراوية في كلمته أمام المشاركين في الندوة التي ترأستها أميناتو حيدر شرفيا بحضور 40 دولة و352 مدينة متضامنة، أن اللقاء يتزامن مع ظرف خاص من كفاح الشعب الصحراوي، خاصة مع التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية منذ الحملة التصعيدية التي قام بها النظام المغربي على اثر خطاب الملك المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى ال34 للمسيرة السوداء يوم 6 نوفمبر الماضي، والذي شكل انحرافا واضحا عن الأهداف التي تعمل الأممالمتحدة على تحقيقها، خاصة خلق جو الثقة لإيجاد أرضية للتفاوض وكذلك إيجاد حل سلمي للنزاع. وأوضح المتحدث أن أبرز تجليات السياسة القمعية المغربية تمثلت في إقدام النظام المغربي يوم 8 أكتوبر الماضي على اعتقال 7 نشطاء حقوقيين وتحضيرهم للمحاكمة العسكرية لمجرد أنهم زاروا أهاليهم وأقاربهم في مخيمات اللاجئين والمناطق المحررة وتجريد آخرين من وثائقهم ومنعهم من السفر الى جانب نفي الناشطة اميناتو حيدر يوم 14 نوفمبر الماضي، لأنها لم تعترف بمغربية الصحراء بالرغم من أنه لا يوجد اعتراف دولي بسيادة المغرب عليها، فالمنطقة لم تقرر بعد مصيرها. وعلى هذا الصعيد، طالب الوزير الأول الصحراوي المجموعة الدولية وخاصة الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بمضاعفة الجهود للضغط على المغرب للامتثال للشرعية الدولية وذلك بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والكشف عن مصير المفقودين وفتح المنطقة أمام المرافقين الدوليين، والسماح لأميناتو حيدر المضربة عن الطعام منذ 27 يوم بالعودة بكرامة إلى وطنها الصحراء الغربية لا سيما أن حياتها أصبحت في خطر، وأضاف أنه ليس من المعقول أن يتركها العالم تموت بسبب الظلم والطغيان. وتابع الوزير الأول الصحراوي قوله إن اسبانيا التي تعتبر المسؤول التاريخي عن مشكلة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية لها أن تكف عن التواطؤ المكشوف وتغليب المصالح الضيقة مع النظام المغربي، وحان الوقت لأن ترقى إلى مستوى التعاطف والتضامن الواسع الذي تعبر عنه الشعوب الاسبانية في كل مناسبة. وختم السيد عبد القادر طالب عمر كلمته بعزم استمرار النضال الصحراوي حتى قيام الدولة الصحراوية المستقلة على تراب الصحراء الغربية، لتكون عاملا حقيقيا للتوازن والاستقرار وتثبيت دعائم التعايش السلمي بين شعوب المنطقة على أساس احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار. ومن جهته، أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن اللقاء هو بمثابة منبر لمنتخبي العالم في بعده الشعبي والدولي من خلال حضور 352 مدينة اكدت بصوت واحد مساندتها وتضامنها مع الشعب الصحراوي، وهدم جدار العار الذي يفصل المغرب والصحراء الغربية عن طريق الضغط على النظام المغربي لتوفير الحماية للصحراويين.