لا يمكن خلال شهر رمضان الاستغناء عن التوابل التي تعطر الأطباق، وتمنح الوجبات نكهة خاصة إلى جانب «الفريك» المستعمل في «حساء الشربة» طيلة أيام شهر رمضان الفضيل، فتجتهد المرأة بحرص كبير في انتقاء أجود التوابل خاصة تلك التي تجلب من المدن الجنوبية، التي تشتهر بنوعيتها الجيدة، وقد يبدو أن هذه المعطرات ثانوية، لكنها في الحقيقة جد أساسية، تخصص لها ميزانية تتراوح ما بين 3000و4000 دينار، وكثيرا ما تتعرض فيها المرأة إلى الغش بفعل تلاعب بعض التجار خاصة في كل ما تعلق ب»الفريك» والفلفل الأسود. تحظى سوق التوابل باهتمام كبير وتعرف ازدحاما، تماما مثل أسواق الخصر والفواكه واللحوم عشية رمضان، ومعظم العائلات تخصص لها ميزانية، فما بين التوابل و «الفريك» هناك من تخصص ميزانية تتراوح ما بين 3000 و4000 دينار، أي فقط من أجل التعطير ومنح الشربة وبقية الأطباق ذوقا متميزا، ولعل التوابل التي تشهد الطلب الكبير كما أكد أحد باعة التوابل بالعاصمة والمدعو «جيرار امحمد» في تصريح خص به «الشعب»، تكمن في الفلفل بنوعيه الأسود والأبيض والقرفة ورأس الحانوت وزريعة البسباس، والقصبر و السكنجبير و الكركم وفلفل إدريس والعكري والكمون، وما إلى غير ذلك من التوابل التي تمنح الأطباق ذوقا خاصا، ولم يخف هذا التاجر أن الإقبال الأكبر يكون على الفلفل الأسود والقرفة ورأس الحانوت والقصبر المرحي من حيث الكمية المستهلكة، حيث ذكر أن بعض السيدات يفضلن أخذ ما قيمته 200دينار من هذه التوابل بينما ما تعلق بالكركم والسكنجبير والكمون والعكري تأخذ ما قيمته 100دينار فقط، في حين أسعار «الفريك تتراوح ما بين 250دينار و750دينار أي الأجود تكون بثمن أعلى. ووقف على حقيقة أن بعض النسوة في العاصمة يفضل اقتناء توابل غير مسحوقة، تجنبا وحتى لا تقعن في فخ الغش وتتفادين تلاعبات بعض التجار الذين يضيفون مواد دخيلة، تفقد التوابل رائحتها الزكية وطعمها المعطر. وبخصوص ما يعرضه أكد بأن بضاعته تشتهر بالنوعية ولديه زبائنه منذ أكثر من ثلاثة عقود من احترافه لتجارة التوابل. وبخصوص رغبة العديد من النسوة في اقتناء التوابل المستوردة من الخارج والجديدة على الجزائريين تحدث عن «الكاري» الذي يقدر ثمنه ب2000 دج للكيلوغرام إلى جانب زعفران الشعرة والهيل وما إلى غير ذلك واشتكت العديد من ربات البيوت من «الفريك» الذي يسوق، حيث اعترفن بأن ذلك الذي يباع في الولايات الداخلية أجود بكثير وأقل ثمنا مما يسوق بالعاصمة، واتفقن أن المعروض في العاصمة ليس جيد، بل هناك من السيدات من أكدت بأن الفريك، مجرد قمح مدقوق وأضيف له ملون غذائي ولا يمكنه أن يمنح ل»الشربة» مذاقا متميزا، بل أنها تستحسن وتفضل التوابل التي تشتريها من ولايات صحراروية أو غربية مثل توابل منطقة الوادي وولاية بشار وكذا تلك التي تجلب من مدينتي وهران وتلمسان. ورصدت «الشعب» حقيقة أن بعض العائلات لا تزال تحافظ على تقليد اقتناء بعض التوابل قبل أسابيع من حلول شهر رمضان، من أجل أن يتسنى لها الوقت لتجفيفها وطحنها، حتى تستمتع برائحتها ومذاقها القوي والمعطر الجيد لمختلف الأطباق التقليدية، الحاضرة بقوة على مائدة رمضان الفضيل.