من المرتقب أن يلتقي قادة هيئة التحالف الرئاسي في بحر الاسبوع الجاري وتحديدا هذا الثلاثاء في اجتماع يجمعهم بمقر حزب التجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« الذي يتسلم الرئاسة من حركة مجتمع السلم »حمس« ويأتي هذا الاجتماع في ظل حالة الترقب التي تميز الساحة السياسية بعد النتائج التي افرزتها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة والتي اخلطت أوراق الكثير من التشكيلات السياسية. يتسلم الامين العام ل »الارندي« أحمد أويحيى رئاسة التحالف الرئاسي في ظرف مميز بالنسبة لتشكيلته لاسيما وأنها حققت مكسبا هاما خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، بحصولها على 21 مقعدا من مجموع 48 مقعدا، فيما أكتفى الحزب العتيد ب 23 مقعدا ويفشل بذلك في هذه المواجهة مع منافسه »الأرندي«. ولعل ما يميز اللقاء الظروف والمعطيات التي جرت في إطارها التحضيرات للاستحقاق الانتخابي الخاص بالغرفة البرلمانية العليا، حيث فضلت أحزاب التحالف اقامة تحالفات مع تشكيلات أخرى، وتجنب التحالف مع بعضها البعض وهذه المسألة وان كانت غير مفاجئة بالنظر لمبادىء القادة الذين يؤكدون في كل مرة بانهم موحدين فقط في الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية فإنهم لطالما رفضوا اقامة تحالفات في العمل السياسي خارج هذا الاطار باستثناء رئيس »حمس« أبوجرة سلطاني الذي ينتقد في كل مناسبة زميله معيبا عليهما عدم تنزيل التحالف الى المجالس المنتخبة. وكان »الأرندي« قد أحدث المفاجأة بإعلانه عن توقيع اتفاق سياسي مع حزب بارز في المعارضة وطالما جمعته به خلافات وان لم يعلن عنها صراحة الا أن التصريحات النارية المتبادلة على مستوى القيادات ويتعلق الأمر بحزب العمال الذي رفضت أمينته العامة لويزة حنون الدخول في انتخابات مجلس الأمة مرجعة الأسباب الى موقف تشكيلتها من الغرفتين البرلمانيتين. وعلى الارجح فان الاتفاق السياسي الذي يعوذ الى شهر جوان الاخير حسبما أكد أويحيى الذي فضل التكتم عليه والاعلان عنه عشية انتخابات ال 29 ديسمبر الاخير، يكون وراء العودة القوية ل »الأرندي« الذي حضر جيدا للانتخابات في وقت انشغال »الافلان« الذي يبدو أن الثقة الزائدة لأمينه العام عبد العزيز بلخادم في حصد أغلب المقاعد بارتياح، بالتحضير للمؤتمر التاسع. وبالنسبة ل »حمس« فإن نتائج انتخابات مجلس الأمة كرست تراجعها وعدم تمكنها من العودة لتلتحق بذلك بركب الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي التي سجلت تراجعا كبيرا خلال الأعوام الخمس الأخيرة ولم تتمكن على الأقل من العودة الى الساحة السياسية ليس بالقوة التي كانت عليها ولكن من خلال الحفاظ على موقعها في الساحة. وكان ينتظر أن لاتفوت »حمس« فرصة تسلمها الرئاسة من »الافلان«، لتعطي دفعا للتحالف أو الحفاظ على الحركية التي ميزته في ظل ترأسه من قبل عبد العزيز بلخادم والتي تزامنت مع التحضير للانتخابات الرئاسية الاخيرة، غير أنها لم تنشط أي لقاء رغم الأحداث الهامة التي طبعت الساحة الوطنية منها لقاء الثلاثية والدخول الاجتماعي وغيرها، وقد يكون مرد ذلك غضب قيادتها من تمسك أويحيى وبلخادم بموقفهما وتفادي التعاون المشترك للاحزاب في الأداء السياسي، واكتفى سلطاني في غضون ذلك باعتباره رئيسا للتحالف بتأكيد تمسك القادة الثلاثة بالهيئة. للإشارة فان اللقاء وكما جرت العادة سيكون فرصة لتجديد سلطاني وأويحيى وبلخادم التمسك بالهيئة والالتفاف حولها من أجل انجاح برنامج رئيس الجمهورية وقد نجحوا في ذلك في الرئاسيات وعلى مستوى البرلمان بغرفتيه.