من المرتقب أن تسلم حركة مجتمع السلم »حمس« رئاسة هيئة التحالف الرئاسي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي »الأرندي« بعد حوالي أسبوع وتحديدا يوم 03 فيفري، يأتي هذا القرار بعد التنسيق بين قيادة الحزبين خلال الأيام الأخيرة . يتسلم أحمد أويحيى الأمين العام »للأرندي« رئاسة التحالف الرئاسي نهاية الأسبوع الداخل وتحديدا يوم الأربعاء في اجتماع يحتضنه مقر تشكيلته، بعدما انتهت عهدة أبو جرة سلطاني رئيس»حمس« التي استلمها من عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني »الأفلان« في أعقاب الاستحقاق الرئاسي . وعلى الأرجح فإن الهيئة تمر بظروف لا تشكل استثناءا على اعتبار أنها تسودها في أغلب الأحيان اختلافات لا ترقى إلى مستوى الخلافات، مردها هذه المرة النتائج التي أفرزتها انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت يوم 29 ديسيمبر الأخير . وقد كان إقامة احزاب التحالف لتحالفات خارج إطار الهيئة سبب غضب سلطاني الذي طالما انتقد زميليه أويحيى وبلخادم معيبا عليهما عدم تجسيد التحالف في الأداء الحزبي على مستوى المجالس المنتخبة، وعلى عكس المرات السابقة فإن الأحزاب أقامت تحالفات حتى مع الأحزاب المحسوبة على المعارضة مثلما هو الشأن بالنسبة ل »الأرندي« مع حزب العمال . ورغم غضب سلطاني الا أن الأمور لن تتغير لأن القادة الثلاثة أكدوا في عدة مناسبات بأن العمل المشترك بينهم يقتصر فقط على الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية وهو ما تأكد خلال الاستحقاق الرئاسي للتاسع أفريل ,2009 كما أنهم في كل مرة ورغم الاختلاف إلا أنهم يبدون تمسكهم بالهيئة وهو أمر منطقي على اعتبار أنها تحافظ على مصالحهم . ولعل ما ميز فترة رئاسة »حمس« الركود الكبير للهيئة التي كانت شبه غائبة في الساحة الوطنية بعد نشاط كبير سبق الرئاسيات في ظل رئاسة الحزب العتيد الذي أخرجها من الركود، وعلى الأرجح فإن »الأرندي« الذي دأب على الحفاظ على حضوره دفعا للتحالف من خلال تنظيم لقاءات وتعويض ما فاته خلال الفترة السابقة من رئاسته التي لم تكن أحسن من »حمس« . وبالنسبة للحزب العتيد فإنه منشغل في الوقت الراهن بالتحضير لمؤتمره التاسع المقرر في شهر مارس المقبل، وأجندة أمينه العام تحمل مواعيد مكثفة، ورغم ذلك فإنه سيكون حاضرا ويشارك في اجتماعات التحالف لاسيما وأن بلخادم الذي لم ينجح في معركة انتخابات تجديد أعضاء الغرفة البرلمانية العليا ولم يحقق النتائج المرجوة، يفصل جيدا بين مشاركة حزبه في التحالف من جهة، واداء حزبه في الساحة السياسية من جهة أخرى .