توج شباب بلوزداد بكاس الجمهورية للمرة السابعة في تاريخه بعدما حسم النهائي الذي جرى، أمس، بملعب 5 جويلية الأولمبي، لصالحه بعد فوزه على وفاق سطيف بهدف دون رد سجله اللاعب يحي شريف في د117 من المباراة . حرر يحي شريف معاقل «أبناء العقيبة» بعدما سجل هدف الفوز لفريقه أمس مانحا الشباب اللقب السابع له في منافسة كأس الجمهورية وواضعا حدا لهيمنة وفاق سطيف على النهائيات حيث خسر للمرة الأولى في النهائي . عرفت بداية الشوط الأول دخولا قويا للاعبي شباب بلوزداد في المباراة، حيث كانت البداية لصالحهم بعد أن كان الجميع يظن أن الوفاق هو من سيبادر إلى الهجوم إلا أن العكس هو الذي حدث. تفوق نفسي للاعبي الشباب وكانت أول فرصة لصالح الشباب في د 9 عن طريق فاهم بوعزة الذي استغل الفراغات الموجودة في وسط ميدان الوفاق لصالحه وسدد الكرة لكنها جانبت القائم وتواصلت محاولات الشباب فيما بعد عن طريق لكروم من جهة وبوعزة من جهة أخرى. وكان واضحا أن لاعبي الشباب حضروا جيدا للمواجهة خاصة من الناحية النفسية وهو ما جعلهم يظهرون بمستوى أفضل و العكس حدث للوفاق الذي بدا لاعبوه تائهين على أرضية الميدان. ولم يستطع لاعبو الوفاق تكوين جملة فنية وحيدة طيلة أطوار الشوط الأول و هو ما أكد التفوق النفسي للاعبي الشباب الذين بدوا متحررين أكثر من نظرائهم في وفاق سطيف وهو ما عكسته مجريات الشوط الأول. ويبدو أن ترجيح كفة الوفاق من طرف الجميع قبل المباراة صنع الفارق وحفز لاعبي الشباب من أجل قول كلمتهم في المباراة والتأكيد على أحقيتهم بالتتويج رغم أنهم نافسوا على البقاء هذا الموسم. لكروم يتألق في غياب حامية وصنع اللاعب لكروم الحدث خلال الشوط الأول، حيث كان سما قاتلا في دفاع الوفاق واستغل جيدا ثقة المدرب بادو الزاكي الذي منحه الفرصة بعد تأكد غياب المهاجم حامية وهذا بعد الفرص الكثيرة التي صنعها. وكانت أخطر فرصة سانحة للتسجيل ضيعها اللاعب لكروم في د39 بعدما استغل سوء تفاهم بين لاعبي دفاع الوفاق ليتحرر و يكسر مصيدة التسلل لكنه لم يحسن استغلال هذه الكرة بعد أن حاول خداع الحارس خذايرية إلا أنه لم يستطع ذلك بعد أن خرجت كرته خارج الإطار. ولم يكن من السهل على لاعبي الوفاق مراقبة لكروم، خاصة أنه من اللاعبين الذين يحبذون اللعب خلف المدافعين والقدوم من وسط الميدان وهو ما يسهل عليه كثيرا الهروب من المراقبة. الكرات الثابتة «سلاح» الوفاق لم يشكل لاعبو الوفاق أي خطورة على مرمى الحارس صالحي الذي كان مرتاحا خلال الشوط الأول وهذا بسبب طريقة لعب الفريق التي ساعدت كثيرا الدفاع على استرجاع الكرات. ولعب شباب بلوزداد خلال الشوط الأول ككتلة واحدة و هو ما سهل كثيرا من مهمة الدفاع الذي لم يجد صعوبة في عزل المهاجم الوحيد للوفاق بوقروة والتقليل من خطورته وهو ما لم يخدم هذا الأخير كثيرا. ولجأ لاعبو الوفاق إلى الكرات الثابتة لتكون سلاحهم في الشوط الأول لكنهم لم يحسنوا استغلالها بسبب التنفيذ السيء لها رغم تواجد لاعبين مميزين في الفريق يحسنون تنفيذ الكرات الثابتة. لم يكن الشوط الثاني مغايرا لسابقه حيث بدأ شباب بلوزداد ضاغطا من البداية في صورة طبق الأصل لما جرى خلال الشوط الأول حيث تألق مرة أخرى اللاعب لكروم الذي واصل اللعب في خلف مدافعي الوفاق وهو ما منحه الافضلية. تسيير الجهد البدني و انتهز الفريقان خلال الشوط الثاني سياسة تسيير الجهد البدني بطريقة جيدة وذلك لمعرفتهم أن المواجهة البدنية لها دور كبير في ترجيح كفة فريق على آخر و بالنظر إلى المجهودات التي بذلت خلال الشوط الأول لجأ لاعبو الفريقين إلى هذا العامل من أجل الحفاظ على قواهم البدنية . ولعب الفريقان الشوط الثاني باقتصاد في الطاقة وكان من الواضح أن هذا الأمر جاء تطبيقا لتعليمات الجهازين الفنيين خاصة أن هاذان الأخيرين يدركان الصعوبات البدنية التي واجهها اللاعبون خلال الشوط الأول الذي جرى تحت درجة حرارة عالية. وتخوف مدربا الفريقين من إمكانية انهيار لاعبيهم من الناحية البدنية وهو ما كان سيؤثر لا محالة على مجرى المباراة، حيث كان سيمنح الفريق المنافس أفضلية الفوز من خلال استغلال هذا العامل. صالحي يتألق و خذايرية يؤكد عرف الشوط الثاني تألق الحارس صالحي من جانب شباب بلوزداد بما أنه حسم الصراع مع المهاجم امقران لصالحه خلال اللقطة التي انفرد بها هذا الأخير بحارس الشباب في د 75. وأكد صالحي بهذ التصدي جاهزيته الفنية واسترجاعه لثقته بإمكانياته بعد فترة الفراغ التي مر بها خلال مرحلة العودة من البطولة التي وضع فيها المدرب المغربي ثقته في الحارس الثاني بوقاسم. وعلى عكس صالحي لم يختبر الحارس خذايرية الذي بقي محافظا على هدوئه خلال الشوط الثاني من المواجهة وهو ما منح زملاءه الثقة التي يحتاجونها من أجل البقاء في نفس مستوى التركيز. وتألق خذايرية قبل نهاية المباراة بقليل عندما صد كرة لا تصد من طرف المهاجم يحي شريف ليؤكد على علو كعبه هو الآخر وحضوره الذهني خاصة أن التصدي لكرة من هذا النوع يتطلب تركيزا كبيرا. وسجل يحي شريف هدف الفوز في د 117 من المباراة بعد عمل مميز من زميله فاهم بوعزة وحرر بذلك الأنصار لتنتهي المباراة بفوز فريقه بالكأس للمرة السابعة في تاريخه. تصريحات - محمد بوحفص «رئيس شباب بلوزداد»: اللاعبون كانوا عازمين على التتويج بهذه الكأس بعد ثماني سنوات عقيمة. هذا لقبي الأول في موسمي الأول على رأس النادي، لا أستطيع طلب أكثر من هذا، نحن راضون كثيرا على هذا الانجاز لأننا أطحنا بوفاق سطيف الذي لم ينهزم أبدا في نهائي كأس الجزائر التي نشطها ثماني مرات. - حسان حمار «رئيس فريق سطيف»: «هذا النهائي لعب على تفاصيل صغيرة. أنا راض عن فريقي الحائز على لقب بطولة الجزائر عن جدارة واستحقاق. بالمقابل، أشعر بخيبة أمل عندما أرى مناصرينا الذين تنقلوا الى العاصمة يعودون بخفي حنين إلى سطيف. كوني المسؤول الاول على الفريق أدعمه كلية وهو الذي أدى موسما مشرفا على الرغم من التعثر في نهائي الكأس الذى ليس نهاية العالم، فهذه هي الرياضة... يوم لك ويوم عليك. - خير اليدن ماضوي «مدرب وفاق سطيف»: «كان نهائي كأس جميل وقد ابتسم هذه المرة لفريق شباب بلوزداد. أعتقد أن لاعبي شباب بلوزداد كانوا أحسن منا على أرضية الميدان ويستحقون هذا التتويج، كنا نطمح لإنهاء هذا الموسم بإحراز الثنائية، لكن السيدة الكأس اختارت الفريق المنافس، تهانينا للمناصرين الذين خلقوا أجواء رائعة في المدرجات. - علي موسى «مساعد مدرب شباب بلوزداد»: «بفضل مجهودات كل اللاعبين، نجحنا في افتكاك الكاس أمام الفريق الكبير وفاق سطيف. بعد مشاكل عديدة تخبط فيها لاعبو الشباب في بداية الموسم كادت أن تقضي على كل آمال النادي، جاء هذا التتويج ليثلج صدورنا كثيرا ومكافأة أولا اللاعبين الذين أدوا مباراة كبيرة والمناصرين الذين كانوا دوما سندا لنا والمسيرين الذين أنقذوا الفريق. - أمين بلايلي: «دفاع شباب بلوزداد»: «كان موسم كروي طويل وشاق بالنسبة لنا، يختتم بطريقة جميلة وبهذا التاج الوطني. أهدي هذا الفوز لكل المناصرين ومدربنا الذي أشرف على آخر مباراة له مع شباب بلوزداد.أي لاعب يحلم بالتتويج بالسيدة الكاس أمام وفاق سطيف الذي لم يضيع قط النهائي. - فاهم بوعزة وسط ميدان شباب بلوزداد/ : « كنا عازمين على افتكاك الكأس بعد مشوارنا الصعب في البطولة. نستحق حقيقة الفوز بالكأس. تغمرني فرحة لا توصف أهدي الكأس إلى المناصرين الأوفياء وعائلتي التى ساندتني كثيرا. - سفيان خضايرية حارس مرمى وفاق سطيف : خيبة أمل كبيرة. شيء مؤسف أن نضيع هذا النهائي في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. من المستحيل أن نفوز بكل الألقاب. أحرزنا لقب البطولة. أهنئ شباب بلوزداد الذي كان أكثر واقعية منا على أرضية الميدان. أقدم اعتذاراتي للمناصرين الذي جاءوا بكثافة إلى ملعب 5 جويلية. - سيد علي يحي شريف (مهاجم شباب بلوزداد) : «فرحتي لا توصف، حيث كان لي شرف الدخول في الشوط الثاني وتسجيل هدف التتويج. أشكر كثيرا جمهور شباب بلوزداد الذي حضر إلى ملعب 5 جويلية منذ السادسة صباحا وأهدي له الكأس السابعة التي نتشرف بها كثيرا. نستحق هذا اللقب الذي تحصلنا عليه بفضل مجهودات جميع اللاعبين، كما أهدي هذه الكأس لمدربنا بادو الزاكي الذي سيغادر الجزائر وهو سعيد». - محمد هريات (وسط ميدان شباب بلوزداد) : «فوزنا اليوم هو أحسن لحظة في حياتي، أشكر الأنصار الذين ساندونا في مشوار تحقيق الكأس السابعة في تاريخ النادي، الحمد لله أن المجهودات والتضحيات التي بذلناها طوال هذا الموسم الشاق لم تذهب في مهب الريح وتمكنا في نهاية المطاف من تحقيق لقب كأس الجزائر 2016-2017». - حكيم خودي / مدافع شباب بلوزداد : أتوجه بجزيل الشكر لمدربنا بادو الزاكي، الذي تعب معنا كثيرا من أجل تحقيق البقاء في البطولة وبعدها التتويج بكأس الجزائر لهذا الموسم، مبروك علينا هذا التتويج الغالي على قلوبنا ونهديه إلى جميع عشاق وأنصار الشباب البلوزدادي». - بادو الزاكي (مدرب شباب بلوزداد): «فريقي يستحق هذا التتويج، لأننا بحثنا على تحقيق الانتصار منذ بداية المقابلة، حيث تمكنا من فرض منطقنا وطريقة لعبنا فوق الميدان. كان بإمكاننا الفوز خلال الوقت القانوني للمباراة لولا افتقاد لاعبينا اللمسة الأخير أمام الشباك، المهم أننا أنصفنا في الشوط الثاني من الوقت الإضافي وتكمنا من إهداء أنصار شباب بلوزداد الأوفياء الكأس السابعة في تاريخ هذا النادي العريق».