عندما لجأ المصريون إلى سيناريو »التهدئة« قبل أيام عن مباراة »العار« في بنغيلا باسم العروبة، التاريخ المشترك وأشياء أخرى لم يعد لها أي معنى في ظل استمرار التوتر بين البلدين، تفطن الجزائريون أن »الأشقاء« في مصر يعدون شيئا ما، تماما مثلما أعدوا سيناريو الإعتداء على الخضر قبل مباراة القاهرة.. لكن ولا أحد كان يتوقع أن يلجأ المصريون إلى أحد سيناريوهاتهم الخبيثة من خلال استغلال سيطرتهم على الإتحاد الإفريقي لكرة القدم واختيار »الجوكير« الذي يمكنهم من التأهل إلى الدور النهائي لكأس إفريقيا، وكان لهم ما أرادوا. المصريون وكعادتهم، »التي لم يشتروها«، لأنها متأصلة فيهم، استغلوا نفوذهم وسيطرتهم على الهيئات العربية والإفريقية التي توجد في بلدهم، أبشع استغلال ووجهوها لخدمة مصالحهم في جميع المجالات السياسية والرياضية على وجه التحديد، وتجلى ذلك بوضوح من خلال ما حدث قبل وخلال التظاهرة الرياضية الإفريقية، حيث لم يدخروا أي جهد لتوظيف الهيئة الرياضية الإفريقية أي »الكاف« من أجل بلوغ الهدف الذي سطروه وهو التتويج للمرة الثالثة على التوالي بالكأس الافريقية رغم المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الفريق المصري خلال الدورة بشهادة إعلامييهم وتقنييهم ومحلليهم الذين ذهبوا إلى حد التشكيك ببلوغ الفريق إلى الدور النهائي. غير أن الفريق المصري بمستواه غير المقنع بلغ الدور النهائي بفضل الحكم البنيني أو »صبي فهمي«، وكانت الفضيخة واضحة للعيان ولا تحتاج إلى أي تعليق كما أكدته الصحافة العالمية في أولى ردود فعلها، وخسر أبطال الجزائر المقابلة، لكنهم لم يخسروا حب وتأييد الجماهير الواسعة التي خرجت بصفة تلقائية لتعبر عن تضامنها معه، لأنها تدرك تماما أن مستواه أعلى من مستوى الفريق المصري الذي كسب المباراة بالطريقة المخزية وغير الرياضية، مثلما شاهدها الملايين من عشاق كرة القدم في العالم.السيناريو الخبيث الذي نسج ضد الفريق الجزائري ما كان له أن يتجسد لولا التواطؤ من داخل الهيئة الإفريقية، ويبدو أنه آن الأوان لتخليصها من مخالب المصريين الذين يجيدون فن ابتزاز واستغلال المنظمات والهيئات التي يوجد مقرها في بلدهم وفي جميع المجالات، وآن الأوان أن تتحد جهود الدول الإفريقية التي سبق لها وأن عبرت عن تذمرها من التصرفات اللارياضية المصرية لوضع حد لهذه السيطرة، مصر فعلت المستحيل من أجل رد الاعتبار لفريقها المهزوم في أم درمان، وحتى لو بلغت هدفها المسطر بطرق غير مشروعة، فإنها لن تعوض نكبتها في إقصائها من نهائيات كأس العالم، أين حجزت الجزائر مكانا لها مع الكبار والعمالقة في كرة القدم، وهي حقيقة لا يمكن القفز عليها.