سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لحبيب بن علي يكشف أسرار 20 سنة للشروق: اجتمعنا بالعربي بلخير لمدة ثلاث ساعات لنروي له اعتداءات المصريين نعم.. تعرضت للضرب في مصر لكن أخفيت ذلك إتّقاء للفتنة
صحفي الشروق رفقة المعلق لحبيب بن علي بعض الأبواق الإعلامية تعاني عقدة الزعامة أمام المغرب العربي يجب دخول ستاد القاهرة بنية الفوز وليس الانهزام بهدف ظل طيلة 20 سنة يرفض أن يروي ما حصل له رفقة المنتخب الوطني بالقاهرة برسم تصفيات كأس العالم 1990، لكنه فتح قلبه بعد هذه السنين ل"الشروق اليومي" التي زارته ببيته في الدوحة القطرية، وفتح جرحا لم يندمل بعد.. * المعلق الرياضي المخضرم لحبيب بن علي تحدث بمرارة عن الضغوطات التي مورست على الخضر في مصر وكيف تعرض للضرب. كما سرد الواقعة الحقيقية لإصابة الطبيب المصري، حيث كان متواجدا بالفندق، إلا أن النائب العام رفض سماع أقواله، وأرجع لحبيب الهوشة الإعلامية الحاصلة والتحريض الإعلامي على جمهور الخضر إلى معاناة بعض الأبواق الإعلامية من عقدة الزعامة تجاه المغرب العربي، واصفا الذين يتكهنون بانهزام الخضر بخماسية بالجهلة والتافهين. * الكل يعقد آمالا كبيرة على مباراة 14 نوفمبر أمام المنتخب المصري لتحقيق التأهل للمونديال بعد غياب طويل، كيف ترى هذه المباراة؟ * أول ما بودي قوله حول هذه الموقعة، كما أفضل تسميتها، هو تهدئة النفوس والشحناء التي تسبقها جراء الحرب الإعلامية من الجانبين والتي تهدف إلى عصف العلاقات التاريخية بين البلدين، فالمباراة لا تعدو أن تكون مقابلة في كرة القدم مدتها تسعون دقيقة لتنتهي ونتصافح في جو أخوي، فالموعد أخذ بعدا أكبر من بعده الحقيقي وهو ما من شأنه التأثير على المستقبل الكروي في كلا البلدين، فبعض الأبواق الإعلامية بمصر لازالت تعاني من عقدة زعامة تجعلهم يرفضون الانهزام أمام فرق المغرب العربي أو مجاراتهم كرويا يغذون التعصب والشحناء. * * هل توافق من يقولون بأن الجزائر ستتنقل إلى مصر وهي فائزة بهدفين مقابل صفر؟ * أوافق على ذلك حسابيا، لكني بودي التحذير من أن نتنقل إلى القاهرة بعقلية الفريق الباحث عن التعادل أو الانهزام بفارق هدفين، بل يجب التنقل بنية الفوز. وكما أقول دائما، إذا أردت أن تكون كبيرا عليك بالفوز على الكبار. * * كثر الحديث لدى بعض الإعلاميين في مصر حول هزيمة 2001 بخماسية إلى درجة الجزم بأن نفس السيناريو سيتكرر في هذه المواجهة بفوز الفراعنة بخماسية أو سداسية، فهل تتوقع حدوث سيناريو مشابه لمباراة 2001؟ * في كرة القدم من المستحيل أن تتشابه مباراتان حتى ولو لعبتا في نفس الظروف ومن التفاهة والجهل التفوه بذلك، لأن الجوانب الثلاثة: النفسية، البدنية والروحية هي الوحيدة المتحكمة في نتيجة أي مباراة. * * ما هو موقفك من الحرب الإعلامية الدائرة التي وصلت إلى حد المس بتاريخ ورموز البلدين؟ * كما ذكرت لك سابقا هي عقدة زعامة لا غير لدى بعض الأقلية من الإعلام المصري ممن يرون أن المصري لا يجب أن يتفوق عليه الجزائري الذي خرج من حرب تحريرية ويجاريه ويتحدى أم الدنيا. وللأسف الشديد، فهم على قلتهم لهم تأثير شديد على الرأي العام الرياضي المصري من خلال قنواتهم الإعلامية ولا يجب علينا بأي حال من الأحوال الانسياق وراءهم لأنهم لا يمثلون الشعب المصري وما يربط الجزائر بمصر أكبر بكثير من أن تؤثر فيه مباراة في كرة القدم، فأقول إن من يرى غير هذا من الإعلام المصري هم شواذ لا يعتدّ بهم. * * ظهرت إلى السطح في الساحة المصرية مزاعم كثيرة لم نسمع بها من قبل، كالادعاء بتسميم اللاعبين وإزعاجهم في الفندق وضغوط واستقبال سيّء تداولها الإعلام المصري باستمرار، فهل من شأن هذه الادعاءات التأثير على الجمهور الرياضي المصري يوم المباراة؟ * لو قارنّا بين 89 واليوم أقول بأننا نحن من هزمنا أنفسنا بتعادلنا سلبيا في الجزائر وتنقلنا إلى مصر برئيس وفد لا يحسن العربية وسفير غائب عن سفارته، فلو نقارن ذلك باليوم نرى أن هذه الادعاءات لن تؤثر على ظروف المباراة، ما دامت الأمور الإدارية والفنية في المنتخب مضبوطة كعقارب الساعة وهناك احترافية في التسيير ولا أحد يتدخل في مهام الآخر، لذلك من المستبعد تماما الوقوع في فخ 89. * * وبالنسبة لتحكيم هذه المباراة، ألا يثير مخاوفك بما أنك عايشت عن قرب تحكيم التونسي بن ناصر سنة 89 وما حدث مؤخرا مع ياكوبا الغيني؟ * لا أخشى التحكيم تماما، برغم كل ما حدث، لأن تحكيم هذه المباراة سيكون مراقبا والأنظار كلها تتجه صوبه، فالحكم الجنوب إفريقي "جيروم دامون" معروف بنزاهته ومستواه التحكيمي العالي وله تاريخ لا يمكن أن يشوّهه بأي حال من الأحوال ويهدف إلى خوض تجربة تحكيمية بكأس العالم. كل هذه العوامل مجتمعة تحتّم عليه إدارة المباراة بمستوى عالٍ. لا ننكر أن هناك كولسة في كرة القدم، التي أصبحت شيئا مشروعا وغير مباح، لكن اليوم »الفيفا« موجودة بقوة ولن تتسامح مع أي تجاوز أيّا كانت طبيعته. * * نعرج على مرحلة مهمة من مسيرتك كصحافي وهي مباراة 89 بالقاهرة، فهل بإمكانك أن تتحدث لنا بالتفصيل عما جرى آنذاك منذ امتطائك الطائرة التي أقلتك إلى مصر إلى غاية أن حطت بك في الجزائر؟ * أنت تعود بذاكرتي إلى عشرين عاما خلت، رغم أني لا أريد الرجوع بها إلى سنة 89 لسبب بسيط وهو عدم صبّ الزيت على النار، فأي مباراة يكون طرفاها بلدين شقيقين أو متجاورين أكيد سيكون فيها نوع من الحساسية، بشرط أن لا تخرج الأمور عن نطاقها الرياضي. فما حدث لنا سنة 89 نعتبر أنفسنا أيضا سببا فيه، لعدم جاهزيتنا لخوض مباراة من هذا النوع، حيث تنقلنا وكأننا ذاهبون للعب مباراة في إحدى المدن الجزائرية، ناهيك عن غياب التنظيم الإداري وهو ما استغله المصريون لاستعمال كل الحيل المشروعة وغير المشروعة للفوز علينا من صحافة مسعورة بشكل رهيب شحنت كل الجماهير من أجل الفوز على الجزائر وكولسة كبيرة من الطرف المصري قبل المباراة، بالإضافة إلى التحكيم الكارثي للتونسي »بن ناصر« الذي حذّرنا مسئولو الفاف آنذاك منه وطلبنا منهم السعي لدى الفيفا لتغييره، وكان التحكيم نقطة بداية الكولسة المصرية. * * كيف ذلك؟ * بمجرد وصولنا كانت المؤامرة قد حبكت خيوطها بحنكة، إلى درجة أننا مكثنا في المطار لمدة أربع ساعات أو أكثر مع محاولات الاعتداء علينا. كما حرمنا من التعليق على المباراة لخلل متعمّد في الصورة، إلى جانب إقامة الأعراس والحفلات بالفندق. وما حدث خلال المباراة لا داعي للحديث عنه، لأن الصور شاهدة على ذلك. وبعد نهاية المباراة اختلط الحابل بالنابل، في ظل فرحة المصريين بتأهلهم وعدنا للفندق برفقة المنتخب الوطني بغرض مؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم وعند وصولنا دخلنا من الباب الخلفي لنفاجأ بوجود مجموعة كبيرة من الأنصار في البهو انطلقوا في استفزازنا بعبارات وبطريقة غير لائقة تماما وتم الاعتداء على فرقاني، فحاولنا عدم الانسياق وراء هذه الاعتداءات وأمرنا اللاعبين بالالتحاق بغرفهم، وأثناء ذلك سمعنا ضجة كبيرة وبلغ مسامعنا بأن هناك مصريا أصيب بكأس زجاجي في عينه.. * * بما أنك كنت حاضرا فهل بلومي بريء؟ * بودي التأكيد بأنه لم يكن بلومي المعتدي، لأنه كان متواجدا إلى جانبي في تلك اللحظات وتم اتهامه جورا على أساس أنه كان يمثل رمزا للكرة الجزائرية والأكثر تألقا، إلى درجة انه أثناء تعويضه من طرف المدرب خلال المباراة، انهالت عليه الجماهير بشتى أنواع المقذوفات، وما حزّ في أنفسنا كثيرا، أن لا أحد تدخل لتهدئة الوضع وحمايتنا، رغم وجود أفراد الأمن الداخلي للفندق ومنع احتكاك الجماهير بنا وهي تدخل في الكولسة التي قام بها أفراد لا ضمير ولا أخلاق لهم ولا صلة لهم بالرياضة وهم المسئول الأول والأخير عن حادثة الطبيب المصري. * * وهل تعرضت أنت بالذات لاعتداءات خلال هذه المواجهة؟ * منذ أيام قليلة بلغت مسامعي أخبار بأن «جمال مناد» صرح بأني تعرضت للضرب خلال مواجهة 89 وصرحت وقتها بأني لم أتعرض لأي أذى وهنا لو سمحت لي بودي الإشارة لشيء هام جدا. * تفضل... * أي إنسان قبل كل شيء يتوجب عليه أن يكون على درجة كبيرة من الوعي وعدم التسرع، فالمباراة انتهت وكانت هناك جالية جزائرية من بينها شباب يزاولون دراستهم بمصر ونفس الشيء بالجزائر، فلو قمت بصبّ الزيت على النار كيف تتخيل مصير هؤلاء؟ قد تأخذ الأمور مجرى آخر وتحدث أشياء لا تحمد عقباها، فلماذا أتسبب في كلام قد يؤدي إلى قتل أو تشريد أناس لا ذنب لهم، فالتعرض للضرب أو المضايقات أمر عادي، لكن الأمر غير العادي هو تضخيم الأمور وإعطاء القضية بعدا آخر. * * لكن التساؤل يطرح حول تعرضك للاعتداءات، بالرغم من أنك لم تكن لاعبا أو ضمن الطاقم الفني للمنتخب، بل رجل إعلام جاء في مهمة محددة وهي تغطية المباراة؟ * السيناريو الذي كان محبوكا مسبقا جعل كل الإعلاميين يتعرضون لاعتداءات ومضايقات، لذا كما قلت لك سابقا هناك مقاربة بين المباراتين، فتصور آنذاك هناك بعض الصحف من عنونت "سوف نعبر على الجزائر" وكأنهم كانوا في إحدى حروب الاستنزاف. نفس الشيء ظهر مؤخرا في تصريحات المجنون "عمرو أديب" بالإساءة لتاريخ وشهداء الجزائر وأنا أصرّ دائما على أنهم لا يمثلون الشعب المصري وهم أنفسهم من يحاولون صبّ الزيت على النار ولا يدركون بأنهم سيتحمّلون وزرا كبيرا لو تحدث أشياء تعصف بعلاقة بلدين شقيقين. * * مباشرة بعد عودتك للجزائر آنذاك كان لك تدخل في النشرة الإخبارية وخففت من الوضع ولم تتطرق للاعتداءات التي كنتم عرضة لها؟ * أنا لا أنكر ذلك ولست نادما عليه، لأني تصرفت من منطلق إنسان له حس مدني وبعد نظر في أوقات مثل هذه، فالصحافي لا تقتصر مهمته على التغطية الإعلامية وفقط، بل تتعداها لتوجيه الناس والرأي العام، فلماذا أقول كلاما قد يزيد النار اشتعالا... لكن بودي الإشارة إلى شيء هام، حيث بمجرد عودتنا من القاهرة اجتمعنا، وبطلب منا، أنا وزميلي «عبد الرزاق دكار»، بمدير ديوان رئاسة الجمهورية السيد العربي بلخير ووزير الخارجية آنذاك "سيد احمد غزالي" وروينا لمدة ثلاث ساعات بالتفصيل الممل الاعتداءات والتجاوزات التي كنّا عرضة لها وتساءلا كثيرا عن تكتّمنا عن هذه الأحداث لغاية تلك اللحظة وكان هناك حتى تدخل للسلطات الجزائرية لضمان عودة المنتخب الوطني في سلام ووقوفها إلى جانب »بلومي« ورفض إبقائه لدى النائب العام، وتعرضت لحظة إيقاف »بلومي« إلى اعتداء نتيجة إصراري لدى النائب العام على سماع أقوالي، لأنه أعتدي عليّ أنا أيضا، وهذا الأخير رفض الأمر بشدة فالسيناريو كان محبوكا ومخططا له بإحكام من قبل. * * عودتكم للجزائر كانت على متن طائرة خاصة أم على متن رحلة عادية للخطوط الجوية؟ * عدنا في رحلة ثانية للخطوط الجوية الإيطالية والمنتخب عاد في رحلة للخطوط الجوية الجزائرية، لأننا لم نكن برفقتهم على متن نفس الرحلة منذ البداية وتصور أن المضايقات تواصلت إلى غاية رحلة العودة وإلى آخر ثانية من مغادرتنا التراب المصري إلى درجة المطالبة بمراقبة جوازات سفرنا خمس أو ست مرات، وأشهد في هذه النقطة للمصريين بأنهم استطاعوا الضغط والتأثير علينا بهذه الجزئيات.