دعوة اللّجان بأوروبا إلى المشاركة المكثفة في المسيرة رغم قرار السلطات المغربية منعها بزعم أنها ستلحق الضرر بأمن السكان، فإن نشطاء «حراك الريف» المغربي متمسكون بتنظيم مظاهرة عارمة، اليوم الخميس، في مدينة الحسيمة التي تعيش غليانا حقيقيا منذ تسعة أشهر كاملة وتضع العرش بين كفي كماشة، فهو الى الآن مازال عاجزا عن مواجهة هذه المعضلة التي وضعت نظامه على المحك و أثارت ضده غضب المجموعة الدولية بسبب معالجته الامنية القمعية لاحتجاجات سلمية تحركها مطالب شرعية. نشطاء «حراك الريف» من مختلف المناطق والمواقع بالريف مصرون على الخروج الى الشوارع اليوم للمطالبة باطلاق سراح معتقلي الحراك و الاستجابة لمطالبهم المشروعة في التنمية، وهم مع اصرارهم هذا، يدركون بأن النظام سيكون لهم بالمرصاد، لكنهم ملتزمون بحركتهم الاحتجاجية وباستمرارها، وهذا ماتضمنه بيانهم الصادر قبل يومين و الذي يتحدث باسم «نشطاء ولجان الحراك الشعبي بكل من الحسيمة، إمزورن، وتروكوت، وبوكيدارن، وآيث بوعياش، وأجدير، وآيت قمرة، وآيت عبد الله، وآيت حذيفة، وتارجيست، وتلارواق، وبني بوفراح، وبني جميل، وآيت يطفت، وآيت عمارت، والرواضي، وتمسمان». دعا البيان «كافة لجان الحراك الشعبي ولجان الدعم عبر ربوع المغرب وفي الخارج إلى تجسيد أشكال نضالية تضامنية، اليوم، دعما ووفاء للمعتقلين ومن أجل المطالبة بإطلاق سراحهم الفوري دون قيد أو شرط». كما دعا «كافة لجان الحراك الشعبي عبر ربوع الوطن وجميع لجان الحراك بأوروبا إلى المشاركة المكثفة في المسيرة وتنظيم قوافل وطنية ودولية لتكون مسيرة وطنية مليونية تؤكد وحدة نضالات الشعب الوطنية ضد «الحقرة» واستمرار السياسات المخزنية التي لا تنتج إلا جرائم «طحن البشر» ومن أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين وسراح المنطقة من تراكمات ظهير العسكرة وتحقيق الملف الحقوقي». أعلن البيان عن تمسك الحراك بسلمية نضالاته واحتجاجاته وتنديده «بكل محاولات المتربصين بالنضال السلمي والحضاري للحراك الشعبي، والراغبين في دفع الريف نحو الفوضى والعنف لتبرير سياسات المخزن القمعية وتوجهاتهم السياسية الفاشلة». إلى ذلك طالب البيان ب»التحقيق في جرائم التعذيب (الجسدية والنفسية) التي مورست في حق نشطاء الحراك بكل من الحسيمة والناظور والدار البيضاء سواء أثناء اعتقالهم أو اختطافهم أو احتجازهم أو أثناء اقتيادهم إلى مخافر الشرطة وكذا خلال التحقيقات في مختلف مراحلها، مع ضرورة إطلاع الحقوقيين وعامة المواطنين على فحوى ما سجلته كاميرات المراقبة بمخافر الشرطة، منذ 26 ماي 2017». اليوم سيكون يوم امتحان عسير للعرش و على هذا الاخير، اذا كان يريد ان يخرج سالما من هذه الورطة، ان يتجاوب مع المحتجين و يستجيب لمطالبهم، و إلا فإن الحبل سيلتف حول عنقه.