عبرت الأسرة الفنية والثقافية عن تاثرها البالغ لفقدان عميد الأغنية الجزائرية بلاوي الهواري، مستذكرة أعماله وإنجازاته، مؤكدة أنه سيبقى خالدا في الذاكرة رغم رحيل. وجاءت مرثية بلاوي الهواري، قبل يوم فقط من افتتاح الطبعة العاشرة لمهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية وثلاثة أشهر فقط من تكريم الدولة له بمنحه وسام الاستحقاق الوطني. عبّر كل اسم عن حزنه على طريقته الخاصة، مع حرصها على تقديم واجب العزاء في وفاة الهواري فجر أمس الأربعاء عن عمر يناهز 91 عاما، وحضور مراسيم الدفن بمقبرة عين البيضاء بمشاركة وزير الثقافة وممثلي الهيئات الثقافية ومؤسسة الديوان الوطني لحقوق المؤلف وحقوق المجاورة والديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي ألغى حفلا اليوم بالباهية حزنا على رحيل قامة من الفن الجزائري. في هذا الاطار عبر بلهشمي بوسيف المدير الجهوي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ل»الشعب» عن تأثره الكبير لرحيل بلاوي محمد الهواري، واصفا إياه بالعملاق رجل الفن بدون منازع. وعاد ليذكّر بأنّه ابتكر ربع المقام، بقيتاره وأدخل لون السماعيات الموسيقية في الموسيقى الجزائرية، لينال بذلك إعجاب أشهر الفنانين العالمين أمثل الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ... وهذا مما يصنفه كملحن ذو جرئة تتفاوت المحليات، وإلى جانب مواهبه في التلحين والغناء، قدم الكثير من المواهب الشابة ولحنّ لها كما لحّن معظم الأغاني الوهرانية». قال بلهاشمي أنه قدم أكثر من 500 أغنية منها من غناها بصوته ومنها من غناها شبان مثل صباح الصغيرة وجهيدة والكينغ خالد ومامي وصابر ودرياسة وأحمد وهبي وهواري بن شنات ...داعيا الشباب من عشاق الفن إلى الإنتهال من عالم الهواري الثقيل بابتكاره ورصيده وأمنيات التي لا تموت بموته بأخذ المشعل وإعلاء الفن الجزائري الاصيل وسط الفنون الاخرىة. وواصل بلهاشمي « الفنان الراحل بلاوي الهواري عاش عزيزا ومات عزيزا وقد حضي بعديد التكريمات، وعلى رأسها الديوان الوطني لحقوق المؤلف وحقوق المجاورة برئاسة بن شيخ الحسين سامي، الذي دأب على زياره وكانت آخر زيارة له شهر رمضان المنصرم رفقة الوزير عزالدين ميهوبي مع إلائه الراعية والاهتمام اللازم فترة منذ مرضه». * نصيرة عياشي مديرية توزيع الحقوق لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قالت في شهادتها عن الراحل «هو الفنان الإنسان الذي تجلت عظمة إنسانيته بعظمة تواضعه في تعامله مع الجيل القديم والجديد، يعتمد عليه بصورة أساسية على علاقاته المهنية داخل أو خارج نطاقها». واعتبرت نصيرة أنّها «واحدة من أسرار نجاح الهواري وتعايشه مع الفنانين القدامى والمعاصرين طيلة مشواره الفني منذ مطلع الأربعينات، لينخرط سنة 1947 في شركة المؤلفين والملحنين والناشرين للموسيقي، سليل شركة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حاليا».