بعد مرور خمسة أيام كاملة عن البطولة العالمية المقامة هنا في الجزائر إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري، في طبعتها الواحدة والعشرين، اتضحت موازين القوى في المحفل الدولي الذي تحتضنه الجزائر، وتيقن من خلاله المتتبعون والمنظمون وعشاق الكرة الصغيرة أن منشطي نهائي البطولة العالمية لهذه الدورة قد يكونان من دون أدنى شك منتخبين من المجموعة الثانية، كونها تحتوي على أعرق المنتخبات العالمية والتي تملك تقاليد عريقة في الكرة الصغيرة، يتقدمها المنتخب الفرنسي وكل من السلوفينيين والسويديين والدنماركيين، الذين حتما سيقتطعا منتخباتها ورقة العبور إلى الدور ربع النهائي على حساب المنتخبين العربيين المصري والقطري اللذين عانيا الأمرين مع هذه المنتخبات التي فازت عليهما دون عناء في الجولات الأولى من المنافسة. رغم أن المنتخب الفرنسي أو كما يحلو لأنصار الديكة تسميتهم بالخبراء مرشحون فوق العادة لبلوغ النهائي الثاني في تاريخ هذه الفئة وخلافة نفسهم بالتتويج باللقب لثاني مرة في مسيرتهم، بعد الأداء الراقي الذي أبانوا عنه، إلا أن المنتخب السلوفيني قد يكون له رأي آخر خصوصا بعدما أبهر المتتبعين منذ انطلاق البطولة بعد فوزه على المنتخب الدنماركي والقطري وفرضه التعادل على الفرنسيين في لقاء الجولة الثالثة من الدور الأول، منذرين بذلك رفقاء الفرنسي نجم فريق برشلونة الاسباني “مام ديكا” منذ البداية، الذين سيعيدون ترتيب أمورهم من جديد وإعادة حساباتهم قبل مقابلتهم من جديد إذا سارت الأمور جيدا للمنتخبين في النهائي، ومن دون أدنى شك سيعمل أشبال المدرب “سازا برابوتنيك” على خلق المفاجأة والتتويج باللقب. في نفس السياق، سيكون المنتخبان الدنماركي والسويدي المتألقين في المجموعة الثانية، حتما من بين أبرز المرشحين لبلوغ المربع الذهبي على الأقل، خصوصا لما يملكه لاعبو المنتخبين من إمكانيات، وكذا لتقاليد البلدين العريقة في كرة اليد ولشعبيتها خاصة أنها تعتبر الرياضة رقم واحد عندهم. المنتخب الدنمركي منشط نهائي الطبعة الماضية بالبرازيل والذي انهزم أمام الخبراء بواقع (26-24) مضيعا بذلك فرصة التتويج باللقب لرابع مرة في تاريخه، سيعمل على تصحيح خطأ الطبعة الماضية والعودة إلى الدنمارك بالتاج من الجزائر ليصبح بذلك صاحب أكبر المنتخبات تتويجا في تاريخ اللعبة لهذه الفئة إذا ما استثنينا منتخب روسيا صاحب الخمس ألقاب. من جانبه، المنتخب السويدي سيعمل على تكرار إنجاز الطبعة ال 19 لسنة 2013 التي توج فيها على حساب المنتخب الاسباني بثالث لقب في تاريخه، وستكون فرصة سانحة للعودة إلى الواجهة بعدما خرج مبكرا في الطبعة الماضية ولم يتمكن حتى من بلوغ المربع الذهبي، ويهدف للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، خصوصا أنه وقف الند للند أمام رفقاء الفرنسي “ميلفين ريشاردسن”، لكن سوء التركيز في الدقائق الأخيرة صنع الفارق لأصحاب البذلة الثلاثية الألوان. ألمانيا، إسبانيا والنرويج تلعب دون ضغط وتُنذر الجميع من جهة أخرى، تلعب منتخبات ألمانيا وإسبانيا والنرويج دون ضغط بما أنها لا تحمل على عاتقها تسمية المرشح بقوة للتتويج باللقب، لكنها بالمقابل تبهر بمستوياتها وتسحق منافسيها إتباعا، على شاكلة المنتخبين الألماني والنرويجي الناشطين في المجموعة الأولى واللذين يحصدان الأخضر واليابس في طريقهما، وسينشّطان الجولة الخامسة والأخيرة التي سيتضح من خلالها صاحب ريادة ترتيب المجموعة الأولى، والذي سيكون له الحظ لمقابلة رابع المجموعة الثانية أو بمعنى آخر أضعف المتأهلين إلى الدور الربع النهائي وأحد أفضل المنتخبات المتواجدة في البطولة، بعدما أوقعتهم القرعة في المجموعة الثانية التي سميت بمجموعة الموت. المنتخب الألماني صاحب التتويجين في هذه الفئة ومنشط ثلاثة نهائيات على التوالي سنوات (2007 – 2009 – 2011) وثالث البطولة العالمية بالبرازيل، وبجيل ذهبي يقوده الأشقر المتألق “سيباستيان هايمان”، سيعمل على التتويج باللقب والتأكيد أن سباعي المانشافت سيعيد هيبة كرة اليد الألمانية، مثل ما قاله في تصريح حصري ل “الشعب”، “لم أبلغ 20 سنة بعد، نحن هنا من أجل بلوغ الدور النهائي والتتويج بهذا اللقب، هذا ما يدور بيننا نحن اللاعبون، وسيكون ذلك تتويجا يعقبه تتويجات أخرى للمنتخب الألماني الأول لما نرتقي إلى صنف الأكابر لندافع عن ألوان بلدنا، وجيلنا سيؤكد في القريب العاجل بأن ألمانيا قوة رياضية كبيرة في الرياضات الجماعية “. أما المنتخب النرويجي الذي لم يبلغ يوما نهائي البطولة العالمية لفئة أقل من 21 سنة، يرفع التحدي في هذه البطولة لبلوغ على الأقل المربع الذهبي، وهو ما أكده مدرب المنتخب “جوار جيرد”، “نحن هنا لنؤكد قوتنا ونلعب بطولتنا التي لا نريدها أن تمر علينا دون أن نبلغ على الأقل المربع الذهبي في هذه الفئة، لدينا لاعبين مميزين وهدفنا خلق المنافسة، ولن نتوانى عن خلق المفاجأة”. في المجموعة الثالثة يوجد المنتخب الاسباني منشط خمسة نهائيات في هذه الفئة وصاحب أكبر المشاركات في البطولة العالمية وأكثر المنتخبات بلوغا للمربع الذهبي، هو الآخر يبدع ويبهر في خرجاته ويلعب دون ضغط أو مركب نقص، ويهدف إلى التتويج بلقبه الأول بعدم خسر نهائيه الأخير أمام المنتخب السويدي سنة 2013، ويعمل على بلوغ النهائي السادس في تاريخ والتتويج باللقب لمحو نكسات المشاركات الماضية، وكله عزم على ترويض كل المنتخبات المنافسة للعودة باللقب إلى إسبانيا.