قال الكاتب البريطاني ماثيو هاروود: إن ممارسة التعذيب يعد جريمة بحد ذاتها وليس سرا من أسرار الدولة أو دوائر الاستخبارات، موضحا في مقال له نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مارست التعذيب الممنهج ضد السجناء بتواطؤ من الدوائر الأمنية البريطانية، ومن جهته حذر صحفي بريطاني بارز من أن السجون السرية التي تحتفظ بها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأفغانستان تعرّض حياة الغربيين للخطر. وقال صحفي، أمس، بصحيفة لندنية، إن الكشف مؤخرا عن الكيفية التي سلّمت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي) والسلطات البريطانية الإثيوبي محمد بنيام المتهم بالإرهاب إلى جلاّدين لتعذيبه في باكستان، قد تبدو للوهلة الأولى وكأنها ممارسة من مخلفات عهد الرئيس السابق جورج بوش، وأضاف يوهان هاري بمقاله لدى ذي إندبندنت: أن من بين الأسباب التي أدت لانتخاب أوباما رئيساً كان لإخراجنا من هذا الفخ، لكنه بواقع الأمر ورّطنا فيه أكثر، فهو يعمل على تصعيد الحرب بأفغانستان ونقل المعارك لبلد مسلم آخر. ومضى الكاتب الحائز على عدة جوائز عن تغطيته للحروب قائلا: إن سي آي أي ومن وصفهم بالمرتزقة المأجورين يعملون الآن في باكستان بأوامر من أوباما حيث يرسلون طائرات بدون طيارين لإلقاء القنابل، ويبعثون بعملاء سريين لخطف متهمين. واتبع ذلك بالتأكيد على أن الضحايا أغلبهم من المدنيين، قائلا: إن الغرب لم يلاحظ ذلك، لكن العالم الإسلامي لاحظها ويكفي مشاهدة قناة الجزيرة بأي ليلة للتأكد من ذلك. وقد أظهرت بعض الروايات مؤخرا أن أوباما يحتفظ في حقيقة الأمر بعدد من السجون السرية حيث يحتجز فيها الناس لآجال غير معلومة دون توجيه تهم لهم، بل إنه يعمل على توسيعها. وساق هاري أمثلة عديدة للدلالة على ما يقول. وكان أوباما أمر بإغلاق سجون سي آي أي السرية وليس تلك التي تدار من قبل العمليات الخاصة المشتركة. وأشار الكاتب بمقاله إلى أن إدارة أوباما قدمت استئنافا ضد أحكام أصدرتها المحاكم الأمريكية قضت فيه بحق المعتقلين في رفع دعاوى قضائية على سجنهم تعسفياً. ويشدد البيت الأبيض على أن بمقدوره انتزاع أي شخص تشتبه فيه عنوة من أي مكان بالعالم دون اللجوء لأي إجراء قانوني وإرساله لتلك السجون السرية. ونسب هاري إلى كبير المحققين بالعراق ماثيو ألكساندر، الذي كان يتعقب أبو مصعب الزرقاوي، القول: إنه استمع مرارا لمقاتلين أجانب معتقلين وهم يعزون السبب الرئيسي في قدومهم للعراق إلى سجني أبو غريب وغوانتانامو. وقال ألكساندر بهذا الصدد: لقد فقدنا مئات إن لم يكن ألوف الأرواح الأمريكية بسبب سياساتنا. وضمن الانتهاكات الأمريكية البريطانية الخطيرة لحقوق الانسان قال الكاتب البريطاني ماثيو هاروود: إن ممارسة التعذيب يعد جريمة بحد ذاتها وليس سرا من أسرار الدولة أو دوائر الاستخبارات، موضحا في مقال له نشرته صحيفة ''ذي غارديان'' البريطانية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مارست التعذيب الممنهج ضد السجناء بتواطؤ من الدوائر الأمنية البريطانية. ومضى الكاتب يقول: إنه ينبغي للحكومة البريطانية كشف الممارسات التي كان يقوم بها محققون تابعون للمخابرات الأمريكية والمتمثلة في تعذيب السجناء المشتبه في كونهم إرهابيين في معتقل غوانتانامو وغيره من السجون الأمريكية. وأوضح أن قرار المحكمة نشر الوثيقة السرية المكونة من سبع فقرات من المعلومات التي سلمتها الوكالة الأمريكية إلى جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم.آي5) ليس من شأنه إلحاق الأذى بعلاقات البلدين الحليفين بريطانيا والولاياتالمتحدة. وتكشف الوثيقة أن الوكالة استخدمت أساليب قاسية ضد السجناء، ومن بينهم المسلم البريطاني من أصل إثيوبي محمد بنيام عام 2002 بدعوى اتهامه بأنه إرهابي تابع لتنظيم القاعدة، وأن من بين تلك الأساليب إحداث جروح وإصابات في أعضائه التناسلية باستخدام مشارط جراحة. ويرى الكاتب أن الوثيقة التي قررت محكمة بريطانية نشرها، أمس الأول، هي على عكس ما يراه البيت الأبيض الأمريكي أو وزير الخارجية البريطاني ديفد مليباند. وأوضح أنها ليست تحوي معلومات سرية أو استخبارية، بل هي تثبت أن الولاياتالمتحدة عذبت السجناء بشكل ممنهج وبتواطؤ واضح من جانب الاستخبارات البريطانية.