لقد عاشت الجزائر زهاء العشرين عاما من ويلات الارهاب خاصة في البدايات الاولى للظاهرة مع بداية التسعينات والكل كان يرى في الوضع في الجزائر من زاوية لا تخدمه الا هو، في حين كانت أيادي الارهاب تطال الجزائريين في أرواحهم وأملاكهم في صمت دولي رهيب، واستطاعت الجزائر بفضل رجالها ونسائها الوقوف في وجه الظاهرة وحيدة الى غاية 11/09/2001 حيث ضرب الارهاب قلب أكبر دولة في العالم وهي الولاياتالمتحدةالامريكية، حينها ادرك العالم أن الظاهرة ليست حكرا على الجزائر وحدها ولكن خطرا عابرا للأوطان والأديان يتهدد العالم كله ولا بد للعالم من الوقوف كرجل واحد لمواجهته، وتحولت الجزائر الى تجربة يستفاد منها في مكافحة الارهاب والآثار المترتبة عنه والمنابع التي تغذيه وتقويه بمعنى (ما يحس بالجمرة غير اللي كواتو) كما يقول المثل عنذنا، وتمكنت الجزائر رغم الفاتورة الغالية التي دفعتها في الارواح والمقدرات ركوب قارب النجاة وتغيرت الاهتمامات فلم تعد أمنية بحتة وهاجس الحفاظ على الدولة والمقومات ولكن النظر والتطلع الى التنمية بما تعنيه من تطور وانعاش للاقتصاد أي البحث عن التنمية والتعاون في مجالات غير مكافحة الارهاب على حساب أشياء أخرى لأن التعاون الحقيقي يشمل الاستثمار في الجزائر وخلق الثروة أي التعاون من أجل التنمية الاقتصادية والبشرية وهو محور إهتمام الجزائر حاليا لأن الارهاب لا نقول بأنه زال ولكن لم يعد محور الاهتمام، لذا التعاون بين الولاياتالمتحدةوالجزائر لا يجب ان تقتصر على الهاجس الأمني ومكافحة الارهاب ولكن لا بد أن يشمل أشياء أخرى أي التعاون بمعناه الكلي أي بناء علاقات صداقة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المتكافىء في كل المجالات أي تنمية مشاركتية تقوم على المتعة المتبادلة والثروة المشتركة ويمكن تصور صيغة أمثل للتعاون من هذا، والجزائر تمتلك من الإمكانيات والطاقات ما يمكنها من هذا التعاون.