قالت مجلة فورين بوليسي، الأمريكية، أن المغرب أنفق ملايين الدولارات، لتحييد موقف الولاياتالمتحدة وعرقلة مسار إجراء استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية، وأشارت إلى تحالفات عقدتها السلطات المغربية مع لوبيات ضاغطة داخل مجلس الشيوخ للحصول على الدعم. ذكرت المجلة في تقرير حديث لها، أن قضية الصحراء الغربية، عرقلت تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكاتب الشؤون الإفريقية في الخارجية، موضحة أن مرد ذلك يعود للضغط الكبير الذي يمارسه السيناتور الداعم لكفاح الشعب الصحراوي جيمس إينهوف، على الإدارة الأمريكية. نقلت عن مصادر دبلوماسية، رغبة السيناتور في الاعتراض عن مرشحين للمنصب لديهم مواقف سلبية من النزاع في الصحراء الغربية، وأنه يطالب بموقف حازم يفضي إلى تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء تقرير المصير. كتبت فورين بوليسي، أن المغرب اشترى حياد وصمت المجتمع الدولي بالأموال الطائلة، وقالت « أنفق النظام المغربي ملايين الدولارات في واشنطن، طيلة العقد الماضي، لمنع استقلال الصحراء الغربية». أفادت بعقده لتحالفات مع لوبيات المال داخل الكونغرس، وأوردت أن ممثلي جبهة البوليساريو سعوا إلى عرض قضيتهم على المشرعين الأمريكيين لكنها اصطدمت بلوبيات ضاغطة ومتحالفة مع اتجاه يخدم الطرح المغربي. أوضحت أن السيناتور إنهوف، يدافع منذ فترة طويلة عن قضية الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا احتلها المغرب سنة 1975. وفي سنة 1991، تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بوساطة الأممالمتحدة، إلا أن الوعد بإجراء استفتاء حول تقرير المصير لم ينفذ حتى الآن. نقلت عنه قوله سنة 2010، «لقد قاسى شعب الصحراء الغربية، في مخيمات اللجوء، منذ أكثر من 30 سنة، دون أن يُحل النزاع»، وأضاف «لقد زرت المخيمات، وشاهدت بأم عيني أن قضيتهم قضية عزيمة وثبات، وأمل في أن يتمتعوا يوماً بالحقوق الأساسية التي يستحقها كل البشر، الحق في الحياة وتقرير المصير». كان «إينهوف»، ومعه مشرعون آخرون، يحثون المغرب على إجراء استفتاء حول الاستقلال، ويريدون من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تدفع نحو إجرائه. مع ذلك، على مر السنين، اختارت الولاياتالمتحدة، التي تقدر تعاون المغرب على جبهات أخرى، عدم الضغط من أجل إجراء الاستفتاء، تقول المجلة. بشأن علاقة موقف السيناتور الجمهوري من قضية الصحراء الغربية بتعيين كاتب مساعد للشؤون الإفريقية على مستوى الخارجية، أشارت الصحيفة أن الأخير لا يشرف على وضع السياسات المتعلقة بالمغرب، بل إنها من اختصاصات مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية. لكنها نقلت عن مساعد في الكونغرس إن مسؤولي الإدارة يجرون محادثات مع السيناتور «اينهوف» لمحاولة حل النزاع، وليس من المؤكد أنه مستعد لسحب اعتراضاته. جاء في تقرير المجلة قلق بعض الدبلوماسيين الأمريكيين، من استمرار شغور الكثير من المناصب الإفريقية، معتبرين أن ذلك من شأنه أن يجعل الإدارة الأمريكية تواجه أزمة إنسانية أو أمنية مباغتة، خاصة في الكونغو حيث تحتد التوترات.