لم أك أنوي في يوم من الأيام أن أكتب عن المرأة في عيدها، هذه المناسبة »العادة« الغربية والغريبة عنّا في ذات الوقت.!! فالمرأة، ومند خلق اللّه »حواء« إنسانة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وإن كانت المرأة الإنسانة قد اضطهدت عبر العديد من محطات التاريخ إلا أن الإسلام جاء فكرّمها وجعلها شقيقة الرجل بل فضّلها في كثير من الأحايين. فالمرأة »الفاضلة« وهي الأم وإن علت والبنت وإن نزلت، كما يقول فقهاء الشريعة الإسلامية، تحتفل كل يوم بل كل ساعة ودقيقة بعيدها رفقة أسرتها ووسط مجتمعاتها، فأيّامها كلها أعياد وأعمالها مهما كانت هيّنة في نظر البعض انتصارات. في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من النساء من فرضن أنفسهن في مجالات عديدة كالفكر والأدب والعلوم بمختلف أنواعها. فأعمالهن باقية وأفضالهن مخلدة، فلا ينكرها إلا جاحدا أو ناكرا للجميل. فلا سبيل اليوم إلى ذكر الكثير من الأسماء في هذه الكلمة، وأن كنت لم ولن أنسى اسما لإمرأة جزائرية، استطاعت بفضل بساطتها وسجيتها إن تعطى للسينما صورة لن تمحى من ذاكرة جيلي والأجيال التي سبقتني. الممثلة هي كلثوم، عميدة الممثلات الجزائريات بدون منازع وأفضلهن على الإطلاق. فالممثلة كلثوم واسمها الحقيقى عائشة عجوري (96 سنة)، استطاعت في فيلمها »ريح الأوراس«، الذي أخرجه سنة 1966محمد لخضر حمينة وهو الفيلم المتوّج على المستوى العالمي في مهرجان »كان« الشهير بجائزة أحسن عمل في الطبعة العشرين عام 1967 استطاعت كما قلت أن تبدع أيما إبداع، وتأسر قلوب جيل الثورة والإستقلال وهي تؤدّي ببراعة الدور الرئيسي كأمّ تحاول بدون جدوى العثور على ابنها المختطف من قبل الجيش الإستعماري. أسماء لنساء ووجوه أمثال »كلثوم«، سوف تبقى عالقة في الذاكرة الإنسانية لا تمحوها الأيام والسنين، فهي أعمال خالدة خلود الحياة. وإن كنّا اليوم نحتفل بهذه المناسبة، فإن أمنيتنا للممثلة »كلثوم« وغيرها أن تخلد أعمالهن، وتقام لهنّ النصب في الساحات العمومية حتى نتذكّر ولا ننسى.