تحتضن الجزائر غدا ندوة وزارية تنسيقية تجمع دول الساحل حول طاولة نقاش، حسبما أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية وتتصدر مكافحة الارهاب والتنمية جدول الأعمال، ولعل ما يميز هذا الاجتماع انعقاده غداة رضوخ مالي لضغوطات فرنسية للإفراج عن ارهابيين يشكلون خطرا كبيرا. تحركت دول الساحل لعقد اجتماع يكتسي أهمية بالغة تحتضن العاصمة الجزائرية أشغاله، على اعتبار أن دول الساحل ستتخذ قرارات هامة تخص أمنها في المنطقة الذي طالما اعتبرته الجزائر التي تشاطرها حدودا تمتد على مئات الكيلومترات شأنا داخليا، غير أن الضغوطات الفرنسية الأخيرة على مالي للإفراج عن رهينة فرنسية محتجزة مقابل اطلاق سراح مجموعة من الارهابيين دونما الاكثرات بالخطورة المنجرة عن مثل هذا التصرف غير المسؤول. وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد خلال نزوله ضيفا على حصة »كنال ألجيري« بأن بحث أمن المنطقة يقع على عاتق بلدانها بعيدا عن التدخلات، ولفت الانتباه الى أنه لا ينبغي إعطاء المسألة أكثر من حجمها على المستوى الاعلامي. واستنادا الى التوضيحات المقدمة على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية، فإن الندوة الوزارية لدول الساحل ستتناول عدة مسائل هامة، منها مكافحة الارهاب والقضايا المرتبطة بها بالاضافة الى التنمية في منطقة الساحل الصحراوية، لكن الأهم أن ندوة الجزائر ستتوج بتوصيات وأكثر من اجراءات ملموسة ستتخذها دول المنطقة التي ستقول كلمتها في وضع يخصها بطريقة مباشرة وعلى الأرجح، فإنها ستضع خطة أمنية لتقطع بذلك الطريق أمام الدول التي تريد استغلال الوضع لوضع يدها على ثروات المنطقة من خلال المبادرة بخطة أمنية لضمان الأمن. وتكون التحركات الفرنسية الأخيرة التي قادها رئيس دبلوماسيتها كوشنير لتحرير رهينة فرنسية قد حركت دول المنطقة بعدما أيقنت بأن الدول الغربية لا يوقفها شيء عندما يتعلق الأمر بمصالحها ولا حتى أمن المنطقة الذي تأكد بأنه لا يهمها ولعل ما يؤكد ذلك الضغط على مالي من أجل اطلاق سراح ارهابيين يشكلون خطرا كبيرا على المنطقة!!! وتكتسي هذه الخطوة أهمية بالغة ذلك أن دول الساحل قررت التحكم في زمام الأمور لتفويت الفرصة على الراغبين في إستغلال الوضع من أجل السيطرة على المنطقة من جهة، وسيكون التنسيق على أعلى المستويات وأقر مساهل في هذا السياق بالحاجة الى تبادل المعلومات والتشاور لبلوغ الانسجام حتى تلتزم بلدان المنطقة بمكافحة الارهاب الذي يهدد أمنها واستقرارها ويعيق التنمية فيها. جذير بالذكر أن الندوة ستتميز بمشاركة وزراء الشؤون الخارجية لكل من بوركينا فاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر والتشاد. فريال. ب. مدلسي يتحادث مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون لموريتانيا أجرى وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، أمس بالجزائر العاصمة، محادثات مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية السيدة النها بنت حمدي ولد مكناس. وفي افتتاح جلسة المحادثات التي حضرها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، أكد السيد مدلسي أن لقاء اليوم يأتي وڤنحن على أبواب اجتماع موسع لزملائنا في دول الساحل لنطلع من خلاله على أمورنا بالنسبة لأمن المنطقة وللتنمية فيها وكذا تكثيف التعاونڤ. كما اعتبر السيد مدلسي وجود وزيرة الشؤون الخارجية الموريتانية في الجزائر ڤفرصة للاطلاع على واقع التعاون الثنائي بين البلدين بغية الخروج بآراء واتجاهات للانطلاق بهذا التعاون بأكثر سرعة وقوة خدمة للبلدين والشعبين الشقيقين''. من جهتها، جددت الوزيرة الموريتانية التأكيد أنها تحمل رسالة الى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من نظيره الموريتاني، مشيرة إلى ڤسعي البلدين لتوطيد علاقتهما خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين''، كما أبرزت المسؤولة الموريتانية أن هذه الزيارة ستكون ڤبداية من أجل نقلة نوعية في علاقات البلدين''.